العلمانية والدين

العلمانية والدين
لعل من أخطر المذاهب الغربية التي جاءتنا من خلال الاستعمار المباشر وغير المباشر، مذهب العلمانية، وتنبع خطورته من ان أصحابه يتلونون بمعناها، ويدعون انها جاءت من العلم، فلا ضير منها، وهي ليست ضد الدين، بل هي تدعو الى العلمية ولا شيء فيها، وفي هذا تخدير للمسلمين وخداع لعقولهم من التوصل الى مراد هؤلاء العلمانيين، وهو ان يكون فصل الدين عن الدولة، الذي لم يعرفه الاسلام، من أساسيات التفكير الجمعي عند المسلمين!
ان الاسلام لا يعرف الفصل بين الدنيا والآخرة، ولا بين الدين والدنيا، ولا بين السياسة والحياة ولا بينها وبين الدين، وهذا ما يحرص اليوم الغربيون ومن تحت عباءتهم، ان يوصلوا المسلمين اليه!
لقد تقدم الغرب لأنهم رفضوا الدين وعزلوه في الكنيسة فقط، ولكن الاسلام ليس لديه هذه المشكلة بين الحياة والمسجد، بل ان حياة المسلم كلها تعد عبادة متى ما نواها لله تعالى!!
فالعبادة في الاسلام تشمل كل مظاهر الحياة وحركتها، (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، فالفصام النكد بين الدين والدولة لم ولن يكون في هذا الدين.
ان العلمانيين يحرصون كل الحرص على تزييف الوعي عند الناس، وذلك بتدليس المعنى، واضفاء صفة العلمية على المعنى، ولكن هل حقا ان العلمانية تحمل صفة العلمية ولا تحمل صفة الفصل بين الدين والدولة، وليس لها مع الدين عداء؟! لندع أصحاب الشأن يقولون كلمتهم.
جاء في تعريف العلمانية في موقع ويكيبيديا ما نصه: «علمانية» كلمة معادلة للكلمة الانكليزية «Secularism» وتعني اصطلاحاً فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة وعدم اجبار الكل على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية. ينطبق المفهوم نفسه على الكون والأجرام السماوية عندما يُفسّر بصورة مادية بحتة بعيداً عن تدخل الدين في محاولة لايجاد تفسير للكون ومكوناته..
ثم تطرقت الموسوعة الى ماهية هذه الكلمة وهل حقاً ليس لها شأن بالدين!
تقول الموسوعة: «العَلْمَانِيَّة» ترجمة غير دقيقة، بل غير صحيحة لكلمة «Secularism» في الانكليزية، أو «Sécularité» أو «laïque» بالفرنسية، وهي كلمة لا أصل لها بلفظ «العِلْم» ومشتقاته، على الاطلاق.
فالعِلْم في الانكليزية والفرنسية، يعبر عنه بكلمة «Science»، والمذهب العِلْمِي، نُطلق عليه كلمة «Scientism»، والنسبة الى العِلْم هي «Scientific» أو «Scientifique» في الفرنسية.
والترجمة الصحيحة للكلمة هي «اللادينية» أو «الدنيوية»، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب، بل بمعنى أخص، وهو ما لا صلة له بالدين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد!.
إذن هناك تعمد من قبل البعض لدس معنى العلم في مفهوم العلمانية، لأنهم يعلمون ان المذهب المادي هذا لا يمكن ان ينمو كما هو في بيئة مسلمة تنتمي الى المجتمع الاسلامي العام، فلابد من تحويره وتفريغه مما كان عليه حتى يجد الأرضية المناسبة لاستنباته!
هذه هي العلمانية، وهي تعتبر مذهبا معارضا للدين، والدين الاسلامي بخاصة، لان الاسلام له نظامه الخاص في كل مناحي الحياة العامة والخاصة، فلا يمكن فصله عن أي حركة في الوجود.
العلمانية تريد من المسلم ان ينسلخ من دينه ومعتقده، فيكون بلا مذهب، ولا دين، لان العقل الذي يؤمن بهذا المذهب، لابد ان يقول ما لله لله، والعبادة في المسجد، أما الحركة خارج اطار المسجد فلن يكون للاسلام منها نصيب، وهكذا ينفخ في روع المسلم، أنه مخطئ اذا ربط الدين بالدنيا، أو الدين بالسياسة، وعندها تتكون عقول لا تعرف للاسلام حكما في حياة الناس فينسلخ المسلم من دينه، ويتجرد عن معتقده، فيسهل اصطياده وسلخه من حياته ليكون جثة بلا روح!
القضية اذًا ليست بهذه السطحية التي نظن، وليست بهذه البساطة والسهولة، بل لها جذور وذيول، ولهذا مقال آخر!
عبدالرحمن الجميعان
لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .
رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين

» العلمانية … والدين
» العلمانية عندما التقت اليهودية بالشيطان وزنا بها حملت منه سفاحاً وولدت مسخا سموه العلمانية وتربى
» العلمانية والليبرالية
» العلمانية اللادينية أو الدنيوية
» وقفة على العلمانية الي نهجها اتاترك