ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 قارة افريقيا (من ثلاثة اجزاء الجزء الثاني)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قارة افريقيا (من ثلاثة اجزاء الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: قارة افريقيا (من ثلاثة اجزاء الجزء الثاني)   قارة افريقيا (من ثلاثة اجزاء الجزء الثاني) Emptyالثلاثاء نوفمبر 30, 2010 8:04 am

قارة افريقيا (من ثلاثة اجزاء الجزء الثاني) AEsJg-X158_146665657


قارة افريقيا (من ثلاثة اجزاء الجزء الثاني)
التعليم. تحاول الحكومات الوطنية تطوير التعليم ببناء المزيد من المدارس وتوسيع فرص التعليم وإتاحتها لأكبر عددٍ من المواطنين، خصوصاً في المناطق الريفية، غير أن هناك مصاعب تعوق هذا التطور. ويتزايد السكان بمعدلٍ أكبر من القدرة على بناء مدارس جديدة، كما أن تكاليف التعليم في ازدياد مستمر، على حين أن الكثير من المناطق تعاني نقصًا في المدرسين المؤهلين. وهناك أعدادٌ غفيرةٌ من التلاميذ يضطرون إلى ترك المدرسة لكي يؤدوا عملاً من شأنه مساعدة أسرهم. وفي بعض المناطق، تفرض مصاريف دراسية لتعليم الأطفال، وهو أمر لا تستطيعه معظم الأسر. وعلى العموم، فإن بلدان إفريقيا الشمالية قد صادفت نجاحاً في توسيع قاعدة التعليم الثانوي والجامعي أكثر من التعليم الابتدائي، ذلك لأن الكثير من خريجي مرحلة التعليم الابتدائي يجدون فرصاً للالتحاق بالمرحلة الثانوية.
أنماط المعيشة جنوبي الصحراء
تتكون الغالبية العظمى من سكان جنوبي الصحراء من الإفريقيين السود. وقد حكمت الممالك والإمبراطوريات والدول مدن جنوب الصحراء حتى مطلع القرن العشرين عندما تسلمت القوى الأوروبية زمام الأمور في المنطقة. حكمت فرنسا معظم غرب إفريقيا وسيطرت البرتغال على أجزاءٍ من جنوب إفريقيا وأسَّست بريطانيا مستعمراتٍ لها في الغرب والشرق والجنوب. أما اليوم، فإن الإفريقيين يحكمون معظم إفريقيا جنوبي الصحراء، غير أن المناهج المدرسية تدرس بالإنجليزية أو الفرنسية أو البرتغالية. كما أن العديد من المتعلِّمين الإفريقيين يتحدثون لغةً أوروبية. ولكن النفوذ الأوروبي لم يؤثر في الحياة اليومية للإفريقيين في جنوبي الصحراء.
ينتهج الإفريقيون عموماً طرقاً تقليديةً في إحياء عادات أسلافهم، حيث يعيش معظمهم في المناطق الريفية معتمدين على فلاحة الأرض. ويمثل رعي الأبقار مصدر اعتزاز لمجموعات معينة في شرق إفريقيا، فهي للرجال منهم مقياس الثروة ودليل المكانة الاجتماعية، كما أنها مورد أساسي للغذاء والضرورات الأخرى.
وقد أحدثت الثروة المعدنية تنمية اقتصادية هائلة في الأجزاء الجنوبية من إفريقيا أكثر من أي جزء آخر في القارة. لكن معظم الثروة التي يتم الحصول عليها من الإنتاج المعدني كانت إلى وقت قريب في أيدي البيض وهم أقلية متميزة في الجنوب.
ويستعرض الجزء التالي بصورةٍ رئيسية أنماط حياة الإفريقيين السود في جنوبي الصحراء. لمزيد من المعلومات انظر الجزء الخاص بكل قطر.
رعي الأبقار مفخرة قبائل الدينكا والفولاني والماساي والتركانا، في جنوب الصحراء. والأبقار رمز الثروة عند هذه القبائل التي تستفيد من منتجات الألبان ولا تأكل اللحم إلا نادراً. ويتحرك الرعاة بقطعانهم حركةً موسمية.
حياة الريف. يعيش حوالي 70% من سكان إفريقيا جنوبي الصحراء في قرى من المناطق الريفية، حيث لا تضم القرية سوى عدد يتراوح بين 40 و50 شخصاً، ومع ذلك فإن هناك بعض القرى التي تضم المئات بل الآلاف. ومهما يكن حجم القرية، فإنها نسيج مترابط من مجتمع ينتمي إلى مجموعةٍ عرقيةٍ واحدة حيث ينتمي الأفراد بعضهم إلى بعض بالقرابة أو بالزواج.
ويتمتع الملوك والزعماء بقدرٍ عالٍ من الاحترام عند بعض القبائل على الرغم من محدودية نفوذهم السياسي. ونجد في كثير من الأحوال أن منصب الملك أو الزعيم منصب وراثي، ويستخدم وسيلة لربط القرى ذات الأصل العرقي المشترك. وفي وسط المجموعات العرقية ذات التنظيم غير المحكم، فإن كبار السن هم الذين يقومون بتصريف الشؤون المحلية.
سوق مفتوحة بالقرب من أبيدجان في ساحل العاج حيث تعرض البضائع التي يبيعها تجار الجملة وتعاونيات الأسر الزراعية. الأسواق هي أيضاً مراكز لالتقاط الأخبار والترويح الاجتماعي.
والقرى في معظمها تجمُّع بسيط من المنازل تُحيط به الأراضي الزراعية. ويمكن أن تحتوي التجمعات السكانية الكبرى على مدرسةٍ أو على قليلٍ من المتاجر وربما تشمل أيضاً مؤسساتٍ أخرى كالعيادات الطبية أومباني المحكمة التي تسوِّي النزاعات المحلية وتجبي الضرائب. وتضم معظم القرى ميداناً مركزياً يتجمع فيه الناس لزيارة بعضهم بعضاً وللترويح والاحتفال.
وتتفاوت المساكن من قرية إلى أخرى تبعاً للمناخ ونمط الحياة والتقاليد. يسكن كثير من الإفريقيين في بيوت من الطين المجفف بالشمس ومفروشة بالتبن والقش وأوراق الأشجار، ويوجد في كلِّ القرى عدَّة منازل من الخرسانة مفروشة بصفائح المعدن. تُغطىّ بعض المنازل في أجزاء من غربي إفريقيا بالفخار وتُزين بأشكال منحوتة. وتبنى بيوت المسلمين أحياناً حول فناء بحيث تقوم النساء بأداء واجباتهن المنزلية دون أن يتمكن أحد من غير أفراد الأسرة من النظر إليهن. وهذه العادة نابعة من التقاليد الإسلامية.
ولم تتغير الحياة في القرية كثيراً، فمعظم السكان يفلحون الأرض ويربون الحيوانات. كما أن وسائل الزراعة الحديثة لا تستعمل إلا في أجزاءٍ من إفريقيا مثل كينيا وزمبابوي وأجزاء من غرب إفريقيا، ولكن غالبية الفلاحين في جنوب الصحراء يستعملون مثل أسلافهم الآلات اليدوية.
الآلات الزراعية الحديثة تستعمل في الإقطاعيات الواسعة جنوبي الصحراء. وهي تنتج محاصيل للتصدير. لكن معظم المزارعين يملكون حيازاتٍ صغيرة وأدوات يدويةً بسيطة.
يمارس كثير من الإفريقيين الزراعة المتنقلة لأن التربة في إفريقيا رقيقة وفقيرة ولهذا فإن المزارعين ينظفون التربة من الأشجار والحشائش ويزرعون المحاصيل لعدة سنوات حتى تضعف التربة وتقل خصوبتها، وعندها تتحرك الجماعة إلى موقعٍ آخر، ومن ثم فإن القطعة المهجورة تستعيد خصوبتها وبالتالي يمكن زراعتها مرةً أخرى. ولايزال نظام الزراعة المتنقلة ممارساً في مناطق كثيرة، إلا أنه في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، يصعب التحرك من موقع إلى آخر. وعليه يظلُّ المزارعون يزرعون أراضي تقل خصوبتها وتزداد فقراً موسماً بعد آخر.
وتقوم معظم العائلات الزراعية بزراعة المحاصيل الغذائية لاستعمالها الخاص. تشمل المحاصيل الغذائية التي تزرع في أراضي الحشائش في إفريقيا الشرقية والجنوبية، الفول السوداني، والحبوب مثل الذرة الشامية والدخن والذرة الرفيعة. أما في الأراضي الرطبة، فإن المحاصيل تشمل الموز ولسان الحمل والأرز والجذريات مثل اليام والكاسافا.
تزرع المحاصيل النقدية أيضاً، مثل البن وحبوب الكاكاو والقطن وجوز الهند والفواكه. ثم يبيع المزارعون محاصيلهم للحصول على المال لشراء أغراضٍ مثل الدراجات والمعلبات والملابس والبرافين والمصابيح وعلب الثقاب. ويستعمل المزارعون أيضاً ما يحصلون عليه من النقود لتسديد الضرائب وتغطية تكاليف العلاج والتعليم.
المنازل الريفية تختلف بحسب المناخ والتقاليد ومواد البناء المحلية. ومنازل قبائل الإندبيلي في جنوب إفريقيا، كما توضح الصورة أعلاه، مصنوعةٌ من الطين الجاف ومطليةٌ بعدة ألوان.
وبالإضافة إلى زراعة المحاصيل، يربي المزارعون الدجاج، والماعز، والأغنام التي ربما تباع للحصول على المال.
تمتلك العائلة الزراعية في العادة حيازاتٍ خارج القرية وتزرع كل واحدةٍ منها بمحصول مختلف. قد تقوم العائلات أيضاً باستئجار حيازاتٍ من الأرض ومزارع في أراضٍ مملوكة لكبراء القرية وزعمائها. يقوم الفلاحون أيضاً بالعمل لوقت محدود في الإقطاعيات والمزارع الكبيرة. وعموماً، فإن الرجل والمرأة يفلحان معاً لساعاتٍ طويلةٍ من اليوم لكسب عيشهم.
وتعمل المرأة القروية ساعاتٍ طويلةٍ لتنجز أعمالها المنزلية مثل جمع حطب الوقود وطحن الحبوب وحمل ماء الشرب. لكن استحداث بعض الآلات البسيطة، مثل مضخة المياه والمطحنة اليدوية في القرى، قد وفَّر للمرأة وقتاً للقيام بأعباء أخرى. يشترك جميع من في القرية في الأعمال الكبيرة مثل تنظيف قطعة أرضٍ جديدة أو بناء بيت جديد، ويقوم الناس أثناء أدائهم لهذه الأعمال التعاونية بتناول الطعام والشراب معاً والغناء بصورةٍ جماعية.
ويقوم بعض المزارعين، مثلهم مثل الذين يعيشون على ضفاف النيل، بري حقولهم. إلا أن النمط الغالب هو الاعتماد على الأمطار الموسمية. وتبعاً لذلك، فإن العمل وجميع الأنشطة المماثلة تأخذ طابعاً موسمياً. وتعمل الأسر الزراعية أياماً طويلة وشاقة في أثناء موسم الأمطار، فتزرع وتعتني بمحاصيلها. وقد يكون هناك نقصٌ في الغذاء خلال الموسم الزراعي، لكن الغذاء يتوافر في الموسم الجاف بعد الحصاد حيث يجد الناس مزيداً من وقت الفراغ الذي يمضونه في ترميم معداتهم ومنازلهم، وفي لقاء الأصدقاء والأقارب، وفي بيع محاصيلهم للحصول على الأغراض الأخرى. وتقوم المرأة في غرب إفريقيا، عادة بالعمليات التجارية، الأمر الذي مكَّن بعضهن أن يصبحن ثريات بحكم مهارتهن في العمل التجاري. أما في الأنحاء الأخرى من إفريقيا، فإن التجارة عملٌ يمارسه الرجال والنساء دون تمييز.
وتمثل الاحتفالات الجماعية جزءاً مهماً في الحياة الريفية الإفريقية. وهي تقام عادةً للاحتفال ببداية موسم الأمطار أو الزراعة أو الانتهاء من الحصاد. ولبعض الجماعات حفلاتٌ سنوية حيث ترقص مجموعات غير معروفة من كبار السن من غير المسلمين حتى يتخلص المجتمع من القوى الشريرة والسحرة. وتجتمع القرية كلها، وأحياناً تكون معها القرى المجاورة، للاحتفال بميلاد طفل أو زواج أو جنازة، أو لعلاج مريض أو بلوغ أحدهم سن الرشد. وعلى وجه العموم، فإن مثل هذه الاجتماعات تساعد على تقوية الروابط الأسرية والعقائد الدينية.
ويترك الشباب في كثيرٍ من أجزاء إفريقيا قراهم لعدة سنوات إلى المدن بأمل الحصول على مايكفي من النقود للزواج أو لتأسيس عمل تجاري صغير أو لمواصلة الدراسة. ويحصل كثيرٌ من الرجال في وسط وجنوبي إفريقيا على وظائف مؤقتة كعمال مناجم. ونتيجة لكل هذا، فإن على النساء في القرية القيام بكثير من الأعمال الزراعية بأنفسهن.
والبداوة إحدى أنماط الحياة السائدة في أجزاء من إفريقيا، خصوصاً أثناء الفصل الجاف بالقرب من الصحارى وفي مرتفعات شرق إفريقيا. وتتَّبع جماعات الدينكا، والدينكا الفلاني، والماساي، والتركانا، مسارات محددةً لإيجاد أراضي المراعي لقطعانهم من الماشية، والأغنام والماعز وفي بعض الحالات الإبل.
ويعتمد الرعاة المتنقلون على حيواناتهم في الحصول على الطعام. ويهتم الرجال والصبيان بالقطعان، أما النساء فإنهن يرعَين الشؤون المنزلية. تقوم بعض جماعات الرعاة، كالماساي مثلاً، ببناء حظائر كبيرة لحيواناتهم. وداخل هذه الحظائر، يبنون بيوتاً أشبه بالأكواخ القبابية من القش والطين والروث الجاف، كما تسكن جماعات أخرى في خيام مصنوعة من جلود وشعور الحيوانات.
متجر حديث في داكار (السنغال) يختلف تماماً عن السوق المفتوح حيث تتغير أنماط الحياة شيئاً فشيئاً بفعل انتقال القرويين وأهل الريف المستمر إلى المدن.
حياة المدينة. لا يشكِّل سكان المدن أكثر من 30% من مجموع سكان جنوبي الصحراء في إفريقيا، غير أن هذه النسبة ترتفع في جيبوتي وغينيا الاستوائية وموريشيوس وجنوب إفريقيا. وتتحرك أعداد متزايدةٌ من سكان الريف نحو المدن بحثاً عن العمل. وفي جنوبي الصحراء، ظهر عدد من المدن التي يتجاوز عدد سكانها المليون مثل أديس أبابا (إثيوبيا)، وأبيدجان (ساحل العاج)، ومدينتي الكاب وجوها نسبرج (جنوب إفريقيا)، وكنشاسا (الكونغو الديمقراطية)، ولاجوس (نيجيريا).
وفي جنوبي الصحراء الإفريقية، توجد مدن قديمة يبلغ عمرها عدة قرون، فمدينة إكسوم الإثيوبية ربما تجاوز عمرها أكثر من 2,000 سنة. وعندما وصل الأوروبيون الأوائل إلى غرب إفريقيا خلال القرن الخامس عشر الميلادي، وجدوا أن مدناً مثل تمبكتو في مالي وإبادان وكانو في نيجيريا، كانت ولفترة من الزمن مراكز اقتصادية وحضارية حية. أسَّس الأوروبيون مدناً كثيرةً في إفريقيا، كانت البداية بمستوطنة مدينة الكاب الهولندية عام 1652م في جمهورية جنوب إفريقيا.
والعمارة في مدن جنوب الصحراء مزيج من النمطين التقليدي والحديث. وتضم الأحياء في المدن الحديثة الحدائق والفنادق ومباني المكاتب والمساكن العالية والمحالّ التجارية الكبيرة. أما الأحياء القديمة، فإنها تعجُّ بالمنازل والحوانيت على جنبات الطرقات الضيقة. ولاتزال الأسواق المفتوحة، حيث يشتري الناس الطعام والكساء والأغراض الأخرى المتنوعة، ظاهرةً عامةً في العديد من المدن.
مباريات كرة القدم تجذب حشوداً كبيرة في المدن الإفريقية إذ إنها لعبة ذات شعبية واسعة في كل القارة. الصورة لمباراة تلعب في أكرا بغانا.
وكما هو الحال في إفريقيا الشمالية، فإن سكان المدن في جنوبي الصحراء يتمتعون بمستوى معيشي أفضل من سكان الريف. وتوفر المدن مدارس ومؤسسات طبية أفضل من تلك التي في الريف. كما توفر المدينة لأصحاب المهارات الأساسية فرص عملٍ ذات عائدٍ مجزٍ سواءٌ أكان في وظائف الدولة أم في الأعمال التجارية أم في الصناعة أم في المجالات الأخرى.
وتختلف أنماط الحياة داخل المدينة بصورةٍ ملحوظة. يسكن الأثرياء في شققٍ فخمة أو في منازل واسعةٍ وحديثة، إلا أن أغلب السكان يقطنون في أحياءٍ غير مخطَّطة في منازل صغيرةٍ من طابق واحد، وتبنى الكثير من المنازل من الخشب أو من قوالب الخرسانة، وهي ذات أسقف من الحديد المضلع.
وتواجه مدن جنوبي الصحراء نفس المشاكل التي تواجهها مثيلاتها في الشمال؛ فالزيادة الحادّة في أعداد سكان المدن جعلت من الصعب على الحكومات توفير إسكان كافٍ ومواصلات عامةٍ فعَّالة. وتواجه إمدادات المياه والصرف الصحي والأنظمة الكهربائية ضغوطاً فوق طاقتها، كما أن العديد من المدن تعاني تضخم أعداد العاطلين.
النساء في مالي يقمن بتحويل الحبوب إلى طحين. ويشارك الجنسان في العمل بالمزرعة، غير أن هناك أعباءً خاصةً بالرجل وأخرى خاصة بالمرأة. وإعداد الطعام من واجبات النساء.
الزواج والأسرة. ترتبط الأسر الإفريقية فيما بينها بروابط ومشاعر قوية يميزها الإخلاص والتعاون. ولاتقتصر هذه المشاعر على الأبوين فقط، وإنما يتساوى في ذلك الأبناء والأجداد وكذلك العمَّات والأعمام وأبناؤهم. وتساعد الأسرة أفرادها فيما يتعلق بأعمالهم وفي غير ذلك، كما تعنى الأسرة بالمرضى والمسنِّين. ولايزال كثيرٌ من الإفريقيين يطلبون نصيحة وموافقة الأقارب قبل اتخاذ أي قرارٍ مهم.
وحسب الأعراف الإفريقية، فإن الزواج أكثر من رابطةٍ بين الزوج والزوجة، بل هو وسيلة لكسب المزيد من الأقارب بإضافة إخوان الزوج وإخوان الزوجة والأطفال. وعموماً، فإن عائلتي العريس والعروس لابد أن يوافقا على الزواج قبل أن يتم فعلاً. ومن المتعارف عليه في معظم المجتمعات أن على الرجل أو والده أو أحد أعمامه تقديم مهرٍ في شكل نقودٍ أو ماشيةٍ أو غيرها. ولاينظر الإفريقيون إلى المهر كثمنٍ للعروس بل هو تعبير عن الاهتمام بها ومدى التقدير للعلاقات الجديدة مع أسرتها.
ويسمح العديد من المجموعات العرقية في إفريقيا بتعدد الزوجات. وبعض الرجال لديهم أكثر من زوجة، ويوزع الزوج اهتمامه وإمكاناته بالتساوي بين زوجاته، وتتوقع كل واحدة منهن أن يكون لها منزلها المستقل وماشيتها وأغراضها الأخرى. لقد حاول بعض الإفريقيين والمنصِّرين إلغاء تقليدي المهر وتعدد الزوجات، غير أن محاولاتهم باءت بالفشل.
وللإفريقيين طرق مختلفة في تتبُّع أنسابهم. تهتم بعض الجماعات بجانبي الأم والأب معاً، إلا أن معظم الجماعات منظمة على الأساس الأبوي، فهم يتتبعون الأنساب عن طريق رجال العائلة. ويتم الميراث عن طريق الأب لأبنائه الذكور ويتمتع الآباء بالولاية القانونية على أبنائهم.
ينتشر النظام الأمومي وسط بعض الجماعات، خصوصاً في إفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وأحراش غرب إفريقيا. يتصل أفراد العائلة في تلك الجماعات عن طريق النساء. ويتم الميراث عن طريق الأم لبناتها ويكون لإخوان الأم الولاية على أبنائها.
ولكل نظام قرابةٍ أسماؤه الخاصة التي يُطلقها على الأقارب. وتصنف هذه الأسماء أفراد العائلة في مجموعاتٍ تختلف عن تلك المتعارف عليها في المجتمعات الغربية. ونجد في المجتمعات التي تتحدث باللغة الإنجليزية مثلاً أن شقيق الأب والأم يحملان نفس اللفظ، إلا أن ذلك يختلف في النظم الإفريقية حيث إن لكل منهما لفظًا قائمًا بذاته. وبنفس الطريقة، يصنف الأفارقة أبناء أعمامهم وأبناء أخوالهم.
وتُصنف مجموعاتٌ من الأُسر في بعض المجتمعات في شكل عشائر، ويرى أبناء العشيرة أنهم جميعاً سلالة رجلٍ واحد. وتراعي بعض العشائر نظماً خاصة، كما أن العشيرة تقوم بما تقوم به العائلة من حماية لأعضائها.
لقد تضاءلت الروابط الأسرية لدى بعض الإفريقيين بفعل الهجرة إلى المدن. يعيش الأقارب في نفس الحيّ. ومعظم سكان المدن يحتفظون بعلاقاتٍ متينة مع أقاربهم في الريف.
الولائم الجماعية مثل التي في الصورة أعلاه في غانا، تُقام للاحتفال بمناسبات كالزواج والولادة. فاللقاء يقوِّي الروابط العامة والعلاقات الأسرية التي تساعد بدورها في توحيد المجتمعات الإفريقية.
الطعام والشراب. يأكل معظم الإفريقيين في جنوبي الصحراء، سواءٌ أكانوا في المدن أم في الريف، وجبةً رئيسيةً واحدةً في اليوم تكون عادةً في المساء، كما يتناولون وجباتٍ خفيفةً في أوقاتٍ مختلفةٍ من اليوم. وتعتبر الوجبة الرئيسية فرصةً للقاء الأقارب والجيران. يتناول بعض الرجال والصبيان الوجبة بمفردهم وليس مع النساء والبنات. يجتمع الناس في معظم البيوت حول قصعةٍ توضع على الأرض، ويلتقمون الطعام بأصابعهم أو بقطعٍ من الخبز.
وتتكون الوجبة الإفريقية العادية من طعامٍ نشويًّ كالأرز أوحساء الطحين أو اليام، ويقدم الطعام مع مرقٍ يحتوي على خضارٍ وقطعٍ من اللحم. والطعام الشائع في إفريقيا المدارية هو لسان الحمل أو موز الجنة الإفريقي الكبير الذي يمكن أن يغلى ويطبخ كحساء أو يجفَّف ليطحن كدقيق.
يأكل الإفريقيون الدجاج ولحم الماعز والضأن والبقر. ويشكل السمك جزءاً مهماً في وجبة سكان السواحل، وأولئك الذين يعيشون حول ضفاف الأنهار وحول البحيرات. ويعتمد الإفريقيون الذين يربون الأبقار على اللبن والجبن وقشدة اللبن، كما يسحب بعضهم ـ مثل قبائل الماساي ـ الدم من الأبقار خصوصاً في أيام الاحتفالات الكبيرة ويشربونه طازجاً أومغلياً أو مخلوطاً مع قشدة اللبن.
ويصنع كثيرٌ من الإفريقيين ـ من غير المسلمين ـ البيرة من العسل أو من بعض الحبوب، كالذرة الشامية والدخن، كما أنهم يصنعون النبيذ من عصارة بعض أنواع النخيل.
ويعاني الناس في أجزاء من إفريقيا سوء التغذية نتيجةً لنقص الغذاء الموسمي والحاجة إلى وجبة متوازنة. كما تؤدي فترات الجفاف الطويلة، خصوصاً في أطراف الصحراء، إلى مجاعاتٍ طاحنة حيث يموت آلاف الناس أحياناً بسببها.
الملابس التقليدية تتميز في إفريقيا بالألوان الناصعة والتشكيل البارز. وتُلبس الأزياء المطرزة والحليّ في المناسبات الخاصة. الصورة لزعيم قريةٍ يصل إلى احتفال إسلامي في تشاد ـ يلبس هو وحاشيته أزياءً إسلاميةً تقليدية. الزي الأوروبي يُلبَسْ في المناطق الحضرية بكثرة. وهذا المنظر في مدينة دار السلام بتنزانيا.
الملابس. يلبس كثير من الرجال في غربي إفريقيا وفي المناطق المجاورة للصحراء ثوباً متدلياً، أو سراويل فضفاضةً مع قميصٍ واسعٍ أو جلباب، كما أنهم يستعملون العمامة والطاقية. وتأخذ المرأة قطعةً طويلةً من القماش تلفّها حول جسمها في شكل فستان، كما تقوم أيضاً بلف قطعة أخرى حول الرأس فيما يشبه العمامة. وتتَّبع معظم النساء المسلمات التقاليد الإسلامية في تغطية وجوههن بحجاب كلما خرجن إلى الشارع. ويربط كثير من أهل الريف ـ رجالاً ونساءً ـ قطعةً من القماش حول الخصر أو الكتف في شكل عباءة، كما يلبس بعض الرعاة الإفريقيين جلباباً من الجلد. وتُعتبر العقود الزاهية والأسورة والخلخال والأقراط جزءاً من الزيّ الإفريقي.
يلبس ملوك الأشانتي في غانا وكذلك ملوك بعض القبائل الأخرى وحواشيهم أزياء جميلة في مناسباتهم الخاصة
التعليم. أنشأ المسلمون قبل مئات السنين أول مجموعة من المدارس في إفريقيا عند حوافّ الصحراء. وقد قامت هذه المدارس بتعليم الإسلام واللغة العربية والعلوم. لكن بالنسبة لمعظم الإفريقيين لم يكن التعليم يعني الذهاب إلى المدرسة. وكان الآباء يعلمون أبناءهم بالقدر الذي يؤهلهم لإتقان حرفةٍ معينةٍ تكون مصدراً للدخل، فكانوا يتدربون على فنونٍ مثل تشكيل المعادن وتشكيل الخشب وصنع الخزف، والنسيج.
بدأت الإرساليات التنصيرية بتعليم الإفريقيين في جنوبي الصحراء القراءة والكتابة منذ القرن السادس عشر الميلادي، غير أن النهضة التعليمية الحقيقية لم تحدث إلا في القرن العشرين عندما أحسَّت القوى الاستعمارية الأوروبية بحاجتها إلى إفريقيين للعمل في وظائف الدولة والقطاع الخاص. انطلاقاً من ذلك، قامت بريطانيا وفرنسا والقوى الاستعمارية الأخرى بإنشاء المدارس في إفريقيا.
وتتبنَّى الحكومات الإفريقية في الوقت الحاضر برامج لبناء المدارس وتوسيع فرص التعليم لأعدادٍ كبيرةٍ من الناس. ونجد اليوم عدداً كبيراً من الإفريقيين، أكثر من أي وقت مضى ينتظمون في المدارس الابتدائية والثانوية وفي الجامعات.
وبالرغم من التقدم الذي حدث في مجال التعليم هنالك بعض المشكلات. من بينها ارتفاع نسبة الأمية، ولا تتعدى نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة في إفريقيا جنوبي الصحراء 25%. وتتفاوت هذه النسبة من بلد إلى آخر، فهي في الجابون وزمبابوي، على سبيل المثال، 60% وفي تنزانيا أعلى من 90%. أما في بلدانٍ مثل بوركينا فاسو ومالي وبنين، فهي حوالي 20%. وتعاني مناطق عديدة ـ خصوصاً في الريف ـ نقص المدارس والوسائل التعليمية والمعلمين المؤهلين.
لا يذهب عددٌ كبير من الأطفال في بعض المناطق إلى المدرسة إطلاقاً، كما تترك أعدادٌ أخرى المدرسة بعد وقت قصير للانضمام إلى سوق العمل لمساعدة عائلاتهم في كسب العيش.
الفنون
العمارة الإفريقية تتنوع بين المساجد الرائعة ومنازل القرية البسيطة. المسجد في الصورة أعلاه في القيروان بتونس شُيِّد عام 1860م، والصورة إلى اليسار في إحدى قرى الدوجون في مالي حيث تُبنى المنازل وصوامع الغلال ذات الأسقف القبابية من اللَّب
نالت فنون عدة قدراً عالياً من التطور منذ آلاف السنين في أجزاء كثيرة من إفريقيا. وأقدم قطعةٍ فنيةٍ عرفت في إفريقيا كانت رسوماتٍ من عهود ما قبل التاريخ وجدت في ناميبيا، في الصحراء وفي مناطق أخرى وفوق الصخور وعلى جدران الكهوف والحواجز الصخرية لكن فنون المعمار والرسم والنحت المصري القديم هي الأشهر عالمياً في هذا المجال. ونجد اليوم أن الكثير من الشعوب الإفريقية تقدم أمثلةً رائعةً في عمل السلال والخزف والأشغال الجلدية والمعدنية والغزل وصباغة الأقمشة. والفن جزءٌ من الحياة اليومية في إفريقيا، ومن هنا فإن فنوناً رائعةً تظهر من خلال صنع الأدوات والأواني المنزلية كما تتبدَّى في التحف ولوازم الحفلات.
وفنون إفريقيا الشمالية تختلف عن فنون بقية القارة. ينتج الفنانون في الشمال أعمالاً فنيةً جميلةً ذات طابع متميز هو الطابع الإسلامي. وهناك أيضًا أعمال تنتمي للمذاهب الحديثة. ويمكن ملاحظة الأمثلة البارزة للفن الإسلامي في العديد من المساجد الرائعة المنتشرة عبر إفريقيا الشمالية. يتميز فنانو إفريقيا الشمالية أيضاً ببدائع فنهم في المنسوجات وأشغال المعادن والزجاج والمهارات الفنية الأخرى.
فنون من إفريقيا
النحت. تشمل صناعات النحت الإفريقية التماثيل والأقنعة وصناديق الزينة والعديد من التحف الأخرى للأغراض الدينية وللاحتفالات وللاستعمال اليومي. صُنعت بعض المنحوتات الإفريقية الأولى من الخشب. ولأن الخشب لا يعمر طويلاً، فإن الكثير منها قد اندثر ولم يبق إلا القليل. وهنالك أمثلةٌ رائعةٌ من النحت الإفريقي على البرونز والعاج وعلى أنواع من الفخار. وأقدم التماثيل الإفريقية المعروفة هي تماثيل فخار ترا ـ كوتا التي صنعها أهل حضارة النوك في جنوب نيجيريا منذ حوالي عام 500ق.م. كما أن كثيراً من رؤوس التماثيل الرائعة صُنعت فيما يُعرف الآن بإيفي في نيجيريا في القرن الثالث عشر الميلادي. وصنع الفنانون في مملكة بنين (السابقة) في غرب إفريقيا تحفاً من طراز رفيع من العاج، وتماثيل ورؤوساً ولوحات من البرونز، وذلك بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر الميلاديين.
لم يعرف إلا عدد قليل من الناس، خارج إفريقيا، شيئاً عن النحت الإفريقي حتى بداية القرن العشرين. وقد كان للفن الإفريقي تأثير كبير على الفن الغربي، فقد أثرت التصاوير الإفريقية البارعة والبسيطة في فن النحت على الفنان الفرنسي جورج براك وهنري مور البريطاني وبابلو بيكاسو الأسباني.
ويتَّبع النحاتون الإفريقيون الذين يعملون اليوم على الأخشاب والمعادن طرق أسلافهم في النحت، مثل اليوروبا في نيجيريا، والدوجون والبامبارا في مالي، والسنوفو والبولي والدان في ساحل العاج، والفانج في الجابون والكونغو والكوبا واللوبا والليجا في الكونغو الديمقراطية. للمزيد من المعلومات،
الرقص التقليدي الإفريقي يمجد أحداثاً في المناسبات العادية، كالولادة والوفاة والحصاد، والصورة أعلاه لراقصين من قبيلة الزولوفي جنوب إفريقيا.
الموسيقى الملكية للأشانتي في غانا لتكريم زعيم جديد. الأبواق بأنواعها آلاتٌ موسيقية شائعة في إفريقيا وتصنع من الخشب والعاج وقرون الحيوانات.
الموسيقى. للموسيقى الإفريقية أساليب شتى. فهي تتبع التقاليد العربية في الشمال الإفريقي. وقد انتشرت الموسيقى والأدوات الموسيقية المستعملة في الشمال إلى الجنوب، وتأثر بها بعض الناس في تشاد وغانا ومالي والنيجر ونيجيريا والسنغال والسودان. أما الموسيقى الإثيوبية، فقد تأثرت بالموسيقى القبطية. وتشمل الموسيقى التقليدية في إفريقيا السوداء الغناء الجماعي والموسيقى الخاصة بالاحتفالات الملكية والموسيقى والرقص في المناسبات الدينية. ويستعمل عازفو الموسيقى الإفريقية الطبول والقرون والصافرات وغيرها من الأدوات الموسيقية.
والواقع أن الإيقاعات المعقدة والأغنيات الجماعية وأغاني البلوز تعكس بعض التقاليد الإفريقية. وقد أثرت الموسيقى الإفريقية على الموسيقى الشعبية الغربية وموسيقى الجاز والكالبسو في جزر الهند الغربية، كما أثرت على موسيقى الرقص في أمريكا اللاتينية
الأدب. إفريقيا غنية بأدبها الشفهي التقليدي الذي تناقلته الشعوب عبر الأجيال. يحتوي هذا الأدب على تاريخ المجموعات العرقية وأساطير الشعوب والأبطال وعلى قصص المكر والاحتيال وعلى قصص الحيوان والأمثال والألغاز والأغاني في مديح الملوك والرؤساء. وللأدب الشفهي دور في الاحتفالات الدينية، ففيه سجِل لتعليم الصغار الأخلاق والتقاليد ولتمجيد القادة السياسيين. وفي الوقت الحاضر، بدأ الباحثون الإفريقيون بتسجيل الأدب الشفهي لحفظه من الضياع.
في الماضي، كان الأدب الإفريقي المكتوب منحصراً في مناطق قليلة. ففي الشمال، كُتب الأدب باللغتين العربية والسواحيلية، كما كتبت قبائل الهوسا أدبها بالعربية. وفي إثيوبيا، كتب عددٌ قليلٌ من المتعلمين بالحروف القبطية. ولكن منذ بداية القرن العشرين، ظهرت بعض الأعمال الأدبية لكتاب إفريقيين. فلقد أنتج كتّاب إفريقيون أعمالهم بلغات إفريقية مختلفة، مثل الهوسا، والصومالية، والسواحيلية، واليوروبا، والزولو. ولكن معظم الأدب في الوقت الحاضر يكتب بالإنجليزية أو الفرنسية أو البرتغالية، وهي لغات القوى الاستعمارية السابقة. ويتضمن الأدب الإفريقي المكتوب اليوم: الروايات والمسرحيات والشعر.
السطح
تغطي إفريقيا حوالي 30,190,000كم²، أي أكثر من خمس مساحة اليابسة كلها. القارة هضبة ضخمة تغطيها الصحارى والغابات والمروج.
الأقاليم. تنقسم إفريقيا إلى إقليمين رئيسيين هما: 1- إفريقيا السفلى 2- إفريقيا العليا.
إفريقيا السفلى. تتكون من إفريقيا الشمالية والغربية والوسطى. وباستثناء القليل من السهول الساحلية، فإن الإقليم في معظمه يقع على ارتفاع 150 و610م فوق مستوى سطح البحر. تنقسم إفريقيا السفلى إلى ستة أقاليم هي:
1- الأراضي الساحلية المنخفضة 2- المرتفعات الشمالية 3- هضبة الصحراء 4- الهضبة الغربية 5- حوض النيل 6- حوض الكونغو.
تكون الأراضي المنخفضة الساحلية شريطاً ضيقاً حول إفريقيا الشمالية وفي الجزء المنبعج من إفريقيا الغربية. يحتوي هذا الإقليم على أراضٍ زراعيةٍ خصبة، وعلى غابات وشواطئ رملية، وعلى صحارى ومستنقعات.
وتشكل المرتفعات الشمالية منطقةً جبلية تمتد عبر أجزاء من الجزائر والمغرب وتونس. وتوجد بجبال أطلس في هذا الإقليم رواسب صخور الفوسفات وخام الحديد والمنجنيز.
وتغطي هضبة الصحراء معظم إفريقيا الشمالية. والصحراء بدورها تغطي معظم الهضبة وترتفع فوق بعض أماكنها مجموعاتٌ من جبال منعزلة. وترقد رواسب قيمة من النفط والمعادن الأخرى تحت الصحراء. تتداخل الصحراء مع إقليم الحشائش الجافة المعروف بالساحل في الشريط الجنوبي للهضبة الصحراوية.
وتقع الهضبة الغربية جنوبي هضبة الصحراء، وتتكون من الغابات والحشائش وتجري فيها أنهار مثل نهر النيجر.
وحوض النيل أرض مسطحة وجافة يجري فيها النيل وروافده في شمال شرقي إفريقيا. وبالإضافة إلى الأراضي الخصبة على جانبي النيل، تنتشر الصحراء في الشمال ومستنقعات السدود في الجنوب.
ويضم حوض الكونغو وسط غربي إفريقيا معظم الأراضي التي يرويها نهر الكونغو وروافده. وتغطي غابات الأمطار المدارية معظم الحوض.
إفريقيا العليا. تتكون من إفريقيا الشرقية، والجنوبية. ومعظم أجزاء هذه المنطقة على ارتفاع أكثر من 910م فوق مستوى سطح البحر. وتنقسم إفريقيا العليا إلى خمس مناطق صغيرة هي:
1- منطقة الأخدود 2- المرتفعات الشرقية 3- الهضبة الجنوبية 4- الأراضي المنخفضة الساحلية 5- مدغشقر.
تمتد منطقة الأخدود من إثيوبيا إلى موزمبيق. وتتكون المنطقة من الأخدود الإفريقي العظيم وهو مجموعة من الشقوق المتوازية التي تشكِّل أوديةً عميقةً حادة الحواف. وتضفي البحيرات والجبال جمالاً على هذه المنطقة التي تضم بعض أخصب الأراضي الزراعية في إفريقيا نظراً لوجود التُّرب البركانية الغنية.
وتعتبر المرتفعات الشرقية مروجاً خضراء ذات مراعٍ تستفيد منها القطعان والكثير من الحيوانات المتوحشة، ويمر الأخدود المتضرِّس عبر المرتفعات الشرقية.
وتغطي الهضبة الجنوبية معظم إفريقيا الجنوبية. ومعظم أراضي الهضبة مستويةٌ أو مروجٌ متدحرجة يُستفاد من أراضيها في زراعة المحاصيل والرعي. وتنتشر فوق الهضبة الصحارى والمستنقعات والغابات، كما تحيط الجبال المتضرسة والحوافُّ الجبلية بالهضبة من ناحية الجنوب والغرب. وتوجد رواسب من الماس والذهب تحت هذه الهضبة.
وتحيط الأراضي المنخفضة الساحلية بحواف الهضاب العالية بإفريقيا الشرقية والجنوبية، حيث تضم الأراضي المنخفضة أراضي زراعيةً خصبةً وشواطئ رمليةً وأراضي مستنقعات رطبة.
أما جزيرة مدغشقر، رابع أكبر جزيرة في العالم، فتقع على بعد نحو 390كم في المحيط الهندي في الجهة الجنوبية الشرقية من القارة. ومع أن الجزيرة جزءٌ من إفريقيا العليا، فإنه يمكن تقسيمها أيضاً إلى جزءين أساسيِّين. تشكل الأراضي الساحلية المنخفضة شريطاً ضيقاً بطول الساحل الشرقي ثم تتسع لتصير سهولاً خصبةً في الغرب. تشغل المرتفعات الوسطى كلَّ الأجزاء الوسطى بطول الجزيرة، وينتشر فوقها عددٌ من القمم يزيد ارتفاع بعضها على 2,700م فوق مستوى سطح البحر.
الصحارى تغطي حوالي خُمس مساحة إفريقيا والصورة أعلاه لواحة في الصحراء الكبرى، أكبر الصحارى في العالم، وتمتد عبر إفريقيا الشمالية من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر.
الصحارى وإقليم الحشائش والغابات. تغطي الصحارى نحو خمسي قارة إفريقيا. تمتد الصحراء الكبرى، وهي أكبر صحارى العالم، عبر إفريقيا الشمالية من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، كما تشغل مساحةً تبلغ نحو 9 ملايين كم². والصحراء الكبرى منطقة صخورٍ عارية وجلاميد وأحجار وتلال رملية لايقطعها إلا القليل من الواحات ووادي النيل الخصب. تجاور صحراء ناميبيا ساحل الأطلسي في إفريقيا الجنوبية الغربية وإلى الداخل منها تمتد صحراء كلهاري.
تشغل أقاليم الحشائش التي تُسمَّى أيضاً السافانا أكثر من خمسي مساحة إفريقيا. تشكل السافانا قوساً عريضاً يبدأ من ساحل الأطلسي إلى جنوبي الصحراء الكبرى ماراً بإفريقيا الشرقية ليتجه مرةً أخرى غرباً ليعود إلى الأطلسي ماراً بجنوب حوض الكونغو. وتنمو الحشائش الطويلة والشجيرات الشوكية والأشجار المتفرقة في هذه المنطقة. أما الغابات الكثيفة، فتظهر في المناطق الأكثر مطراً، أما قرب الصحراء، فتقل الأشجار وتكون الحشائش أقصر.
تغطي الغابات أقل من خُمس مساحة إفريقيا. ويظن بعض الناس من خارج القارة أن إفريقيا مجرد غابةٍ يشق الإنسان طريقه فيها بالفأس أو السكين. وفي واقع الأمر، فإن الغابة بمعناها الحقيقي نادرة الوجود في إفريقيا. ومعظم الغابات في إفريقيا غاباتُ أمطار مدارية حيث تنبت أشجارها العريضة الأوراق والدائمة الخضرة في حوض الكونغو وفي أجزاء من غرب إفريقيا ومدغشقر. وتظل أرض هذه الغابات مفتوحةً دون معوقات. وتحف جيوبٌ من غابات المانجروف الكثيفة المتداخلة ببعض المناطق الساحلية غربي وشرقي القارة، وكذلك في مدغشقر. وتنمو غاباتٌ أخرى في مرتفعات إفريقيا الشرقية وفي الجبال، في الشمال الغربي وفي أجزاء من الجنوب.
نهر الكونغو (الكونغو الديمقراطية) ثاني أطول نهر بعد النيل. ينبع نهر الكونغو من جنوب شرقي الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا) وينساب مسافة 4,371كم إلى المحيط الأطلسي.
الأنهار والشلالات. يجري نهر النيل، أطول أنهار العالم، مسافة 6,695كم، من شرق إفريقيا الوسطى إلى الشمال نحو البحر المتوسط. لكن معظم الأنهار الرئيسية الأخرى في إفريقيا بما في ذلك نهر الكونغو ونهر النيجر، تصبُّ في المحيط الأطلسي. وتضم الأنهار التي تصبُّ في المحيط الهندي نهري الليمبوبو والزمبيزي.
تجعل الشلالات والمساقط المائية الملاحة أمراً عسيراً في العديد من الأنهار الإفريقية، لكنها مع ذلك تزود القارة بما يساوي 15% من إمكانات الطاقة المائية العالمية. وقد شيدت مشروعات الطاقة الكهرومائية المتعددة الأغراض على عدد من الأنهار. وبالإضافة إلى توفير الطاقة الكهرومائية وتوفير مياه الري، تهتم هذه المشروعات بالتحكم في الفيضان. وتمثل بعض الشلالات، كشلالات فكتوريا على نهر الزمبيزي، مناطق سياحية رائعة.
البحيرات. توجد معظم بحيرات إفريقيا شرقي القارة حيث تتشكل سلسلة من البحيرات الطويلة العميقة في بطون الأودية الأخدودية. وتُعتبر بحيرة تنجانيقا، إحدى تلك البحيرات، أطول بحيرةٍ عذبةٍ في العالم إذ تمتد مسافة 680كم ويصل عمقها إلى أكثر من 1,430م. تشمل البحيرات الأخدودية الأخرى نياسا وألبرت وتيركانا. وتقع أكبر بحيرات إفريقيا، وهي بحيرة فكتوريا في حوضٍ ضحلٍ بين سلسلتين من الأودية الأخدودية. ومن حيث العذوبة، تأتي فكتوريا التي تشغل مساحة تبلغ 69,484كم²، في المرتبة الثانية بعد بحيرة سوبيريور.
مناظر إفريقيا الخلابة تضم شلالات فكتوريا (إلى اليمين) وجبل كيليمنجارو الذي يُشرف في تنزانيا على بركانٍ خامد (إلى اليسار). وهو يرتفع إلى 895,5م، ويُعَدُّ قمة متميزة في إفريقيا. وتقع شلالات فكتوريا على نهر الزمبيزي بين زامبيا وزمبابوي.
الجبال. تسببت الأنشطة البركانية في ظهور معظم جبال إفريقيا العالية. ولذلك، فإن أعلى قمتين، وهما كيليمنجارو بارتفاع 5,895م، وجبل كينيا، بارتفاع 5,199م، تطلان على براكين خامدة. وبالرغم من أن كلتيهما تقعان قريباً من خط الاستواء، إلا أن قمم هذه الجبال تغطيها الثلوج كما أن بها الجبال الجليدية في معظم أوقات السنة. نتج عن الأنشطة البركانية أيضاً مرتفعات إثيوبيا، وكتلة تبستي المنعزلة في الصحراء، وجبل الكاميرون أعلى قمة في إفريقيا الغربية. وتغطي الصخور البركانية دراكنز برج، وهي منطقةٌ جبليةٌ تنحدر منها مباشرة هضبة إفريقيا الجنوبية والشرقية نحو البحر. وتقع أعلى قمة على جبال دراكنز برج بين ليسوتو ومقاطعة ناتال في جنوب إفريقيا.
أما السلسلتان الرئيسيتان غير البركانيتين فهما سلسلة رونزوري وجبال أطلس. تقع سلسلة رونزوري على الحدود بين أوغندا والكونغو الديمقراطية (زائير)، وتمتد جبال أطلس من المغرب إلى تونس، وتشكِّل أطول جبال إفريقيا، وهي تنتمي لنفس المجموعة الجبلية التي تنتمي إليها جبال الألب الأوروبية.
لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .

رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قارة افريقيا (من ثلاثة اجزاء الجزء الثاني)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قارة افريقيا (من ثلاثة اجزاء الجزء الثالث والاخير)
» قارة فريقيا (من ثلاثة اجزاء الجزء الاول)
» الأحباش من ثلاثة اجزاء (الجزء الثاني)
» الآداب الاسلامية (من ثلاثة اجزاء الجزء الثاني)
» صور الاجرام الصهيوني النازي في غزة من ثلاثة اجزاء (الجزء الثاني)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى العالم والقارات-
انتقل الى: