ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي  Empty
مُساهمةموضوع: موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي    موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي  Emptyالخميس نوفمبر 25, 2010 12:55 pm

موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي  A626x-yANH_313703723

موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي
اجمع الباحثون في دهاليز الزمن من علماء تاريخ وآثار وجغرافيا وديموغرافيا وجيولوجيا وأحياء قديمه , على أن سورية وخاصة القسم الجنوبي منها الذي يعرف باسم فلسطين , هو المكان الأول الذي خطا فيه الإنسان خطواته ألحضاريه الأولى , وذالك ابتداء من العصر الحجري القديم الذي يمتد من العام 500 ألف ق م إلى العام 14 ألف ق م , اى عصر البلايستوسين من الزمن الجيولوجي الرابع , وهو العصر الذي شهد أعظم نقله حضاريه في تاريخ البشرية , اى الانتقال بالبشرية من ألمرحله ألحيوانيه إلى ألمرحله الانسانيه , وقد قدمت الاستاذه دوروثى جارود براهين من فلسطين تدل على وجود شظايا ومدى حجريه وآلات اشو ليه وليفالوازيه وموستيريه واوريناسيه وسهام عريضة ومخارز ومكاشط ومدى ذات ظهور غير حادة وأسلحه ترجع إلى أواخر العصر الحجري القديم , وكلها أدق صنعا من نظيرتها في غرب أوروبا , وقد أضافت الاستاذه دوروثى إلى هذا , انه حيث وجدت آلات حجريه لا تصلح إلا للكشط فمعنى هذا اشتغال الناس بصيد الحيوانات الكبيرة , وهذا يتطلب تعاونا بين أفراد المجتمع للتعاون في حفر الحفر لاقتناص هذه الحيوانات , كما أضافت أيضا إلى أن تطور صناعة المكاشط والمخارز قد مكن الإنسان من استخدام جلود الحيوانات في الغطاء والكساء , كما أن الشظايا ألمدببه الدقيق الصنع مكنت الإنسان أيضا من استخدام العظام والعاج , كما انه لا بد أن نضيف إلى هذا أن البحث الدقيق في كثير من أنحاء العالم قد اثبت استخدام النار , وهذا ما يشكل ثاني أعظم نقله حضاريه في تاريخ البشرية , اى الانتقال بالبشرية من مرحلة الإنسان الجزء إلى مرحلة الإنسان المجتمع , خاصة وان قامة الإنسان المنتصبة واكتشاف النار والصيد , وقصر الخيشوم عند الإنسان الذي تطور إلى فم والتخفيف من عضلات الفك الأسفل القوية مما جعل حركته سهله , وجعل اللسان والشفاه تتحرك حركات كثيرة التنوع , وكذالك طول عناية الأم بطفلها , وتعاون الرجال في الصيد والحياة والالتفاف حول النار , كل هذا ساهم في نمو اللغة لدى الانسانيه المبكرة , كما أن تبادل العواطف بواسطة أصوات بين الأم وطفلها , وبين الرجل وزوجته , كانت وبلا شك من الخطوات الهامة نحو تطور اللغة من المستوى العاطفي إلى مستوى إعطاء الأسماء للأشياء , وهو ما شكل عامل بالغ الاهميه في التقدم العقلي والذهني , أما الخطوة الكبرى ألتاليه في تطور البشرية وهى الزراعة فقد ظهرت فئ العصر الحجري الحديث الذي يمتد من 8000ق.م إلى عام 4500 ق.م , وقد وجدت الأستاذة دوروثى جارود في كهوف وادي الناطوف في جبل الكرمل أدلة على وجود شعب ترك آلات خاصة بالصيد ولكنه ترك أيضاً آلات صوانيه يمكن أن تثبت في تجويف قطعة عظم، وكانت هذه الآلات الصوانية مشوشرة ولكنها بليت بعد طول الاستعمال، ولا بد أنها كانت تستعمل كمناجل لقطع أعواد الحشائش الغنية بالسيليكا وكانت بعض أيادي المناجل مزينة بنقوش حيوانات محفورة فيها، كما وجدت الدكتورة كينيون (1952-1953) في أريحا محلة للزراع القدماء دون أن تجد فيها فخاراً وأن وجدت تماثيل بديعة لرؤوس، وتعرف الزراعة دون الفخار في أجزاء عديدة من جنوب غرب أسيا، كما وجدت أيضا حجارة رحى , وحفرا في الأرض لخزن الحبوب , وعظام حيوانات , وآلات حجرية لحفظ الطعام في الكهوف , وحفر تستخدم للصيد وحفر صغيرة ذات أرضية وجدران صلصالية محاطة بقطع من الحجارة وأكوام من الرمل تستعمل كمواقد للنار ومطابخ، بالإضافة إلى استعمال الكهوف كمساكن ودور عبادة تحت الأرض , ومساكن من الطين المجفف في الشمس وتماثيل صور نساء حوامل , وحيوانات من العاج والصلصال، ومدافن يدفن فيها الإنسان في وضع يشبه وضع الجنين في رحم أمه، وتوضع معه بعض أدواته وزينته ومخارز وسكين ومسلة لازمه لإعداد الملابس مما يدل على ترسيخ فكرة البعث بعد الموت وعلى أن شعب فلسطين هو أول الشعوب التي عرفت الزراعة واستئناس الحيوان، وترى الدكتورة كينيون أن ما وجدته في أريحا لا يدل فقط على بدء الزراعة بل على الحياة المدنية وبدء ما يعرف في التاريخ باسم نظام الدولة المدينة.
ولكن بعيداً عن العاطفة والتعصب الطائفي والعرقي يجب أن نعترف بأن الحضارة الإنسانية وهي كل ما خلفه الإنسان من أثر على سطح الأرض , يثبت به وجوده ويدل على ذاته , هي من صنع كل البشر , لأن الإنسان لم يستقر في مكان واحد بل كان ينتشر ويهاجر من مكان إلى آخر, كما أنه كان يتبادل المعرفة والخبرة مع غيره فيما وصل إليه من فنون الصناعة والمعرفة وألوان الخبرة والتجربة بوسائل عديدة مثل التقليد والاقتناع والإكراه والقسر و التجارة والارتحال والفتح والغزو، وذلك بالإضافة إلى أن قوانين التطور تعمل على أن يسير الذهن البشري في خطوات متتابعة ومتلاحقة , ولما كان العقل البشري – أساساً واحداً لوحدة النوع البشري المنحدر من أصل واحد في كل مكان، فليس ثمة ما يمنع من الناحية المنطقية أن يصل العقل البشري في إقليم ما إلى نفس النتائج التي وصل إليها العقل في إقليم آخر إذ تساوت الظروف البيئية , وبذلك تكون الحضارة ليست وحيدة النشأة .
وقد استمرت مسيرة فلسطين في صنع الحضارة خلال العصر الحجري النحاسي الذي يمتد من عام 4500 ق.م إلى 3300 ق.م , وهو عصر ظهور الكتابة , والبدء بتدوين التاريخ وظهور الإمبراطوريات في الشرق، في وادي النيل وبلاد الرافدين، وقد تم اكتشاف مواقع أثرية وحضارية في بئر السبع وبين جبال الخليل والبحر الميت والخضيرة على الساحل الفلسطيني , ولكن العامل الحاسم والأكثر أهمية في تاريخ فلسطين كان قدوم الكنعانيون والأموريون من سواحل الخليج العربي إلى سورية في العصر البرونزي القديم الذي يمتد من 3300 ق.م إلى عام 2000 ق.م حيث استقر الكنعانيون في الساحل السوري والأموريون في المناطق الجبلية الداخلية ، وقد قام الكنعانيون والأموريون بتأسيس أكثر من 200 مدينة دفاعية في السواحل والجبال ومنها القدس وأريحا وشكيم وبلاطة وتل الفارعة وبيسان وعسقلان والعفولة وعكا وحيفا والخليل وأسدود ويافا وعاقر وبئر السبع وبيت لحم وغزة ومجدو ورأس الناقورة في فلسطين ، و صور وصيدا وبيروت وبيبلوس في لبنان، واللاذقية وطرطوس وبانياس وأرواد وأوغاريت وحلب وحماه في سوريه ، وجرش وعمان والبتراء في الأردن , وذلك بالإضافة إلى صناعة السفن والصبغة الأرجوانية واكتشاف الأبجدية وتأسيس المدن التجارية على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط و منها قرطاجنه (قرطاج) في تونس، وعنابة (هبونه) وسكيكدة (روسيكاد) وجيجل والجزائر (أكسيوم) في الجزائر، وسبته ومليله والعرائش وجبل قلب الفينيقي في المغرب ، وملقا وطرشوش في اسبانيا ومرسيليا في فرنسا وجزيرة صقلية في إيطاليا , وهكذا تحول البحر الأبيض المتوسط إلى بحيرة كنعانية , وأصبح ساحل الشام المدرسة الأولى الذي تعلم الإنسان فيها فن الملاحة , وقد استمر نظام الدولة المدينة هو نظام الحكم السائد في فلسطين حتى عصر البرونز الوسيط الذي يمتد من عام 2000م ق.م إلى عام 1550 ق.م عندما قام الهكسوس وهم كنعانيون (أطلق عليهم المؤرخين اسم الملوك الرعاة) كما أطلق عليهم المصريون اسم (حقاو خاسوت) أي حكام البلاد الأجنبية بتوحيد فلسطين واحتلال مصر عام 1774 ق.م , وقد استمرت سيطرتهم على فلسطين ومصر حتى هزيمتهم في معركة مجدو أمام الجيش المصري بقيادة الفرعون المصري أحمس بن سقنن رع عام 1567 ق.م، كما شهد هذا العصر قدوم إبراهيم وأبن أخيه لوط من مدينة أور الكلدانية في بلاد الرافدين إلى فلسطين عام 1805 ق.م.وبعد معركة مجدو في عصر البرونز المتأخر الذي يمتد من عام 1550 ق.م إلى العام 1200ق.م بدأ الحكم المصري لفلسطين وقد شهد هذا العصر قدوم الموجة الثانية من اليهود من حران " الرها " إلى فلسطين بقيادة يعقوب ، وكان يعقوب قد غادر فلسطين إلى حران "الرها" ليتزوج ابنتي خاله لابان ليئه وراحيل وجاريتيهما زلفا وبلهه , حيث أنجب منهن أبناؤه الأحد عشر في حران، أما ابنه الثاني عشر بنيامين وهو أصغر أبنائه فقد ولدته أمه راحيل أثناء عودتهم من حران إلى فلسطين في مدينة بيت لحم وهم في طريقهم إلى بلدة سعير في منطقة الخليل ليستقروا فيها، لكن يعقوب غادر فلسطين هو وأولاده واحفادة الذي كان عددهم يتراوح من 66 إلى 70 شخص مرة أخرى إلى مصر بسبب القحط عام 1656 ق .م , وقد استمرت إقامتهم في مصر 430عام , لكن التحول الأخطر الذي كان له الأثر الأكبر في تحديد مسار التاريخ في فلسطين حدث في العصر الحديدي الذي يمتد من العام 1200 ق.م إلى العام 330 ق.م ، وهو قدوم شعوب البحر (الفلسطينيون) من كريت و جزر بحر إيجه بعد هزيمتهم أمام الآخيين وتدمير دولتهم في كريت واحتلال عاصمتهم كنوسوس الذي ظلت ميناء كريت الأولى في الفترة بين 2000 ق.م – 1400 ق.م مما اضطر سكان كنوسوس إلى الالتجاء إلى ساحل الأناضول الجنوبي وساحل فلسطين الجنوبي, وساحل مصر الشمالي الشرقي , لكن فرعون مصر رمسيس الثالث هزمهم في معركة بلوزيون وأجبرهم على الاتجاه إلى ساحل فلسطين الجنوبي أيضا . وقد أسس الفلسطينيون في ساحل فلسطين الجنوبي الذي يمتد من يافا في الشمال إلى غزة في الجنوب خمس ممالك هي غزة وأسدود وجت وعقرون وعسقلان بالإضافة إلى اللد وصقلغ , وهى جميعا مدن كنعانية أعاد الفلسطينيون توسيعها وتنظيمها , وبالإضافة إلى ذالك استولى الفلسطينيون على مرج بن عامر والساحل الفلسطيني حتى جبل الكرمل , واندمجوا بالكنعانيين واستعملوا لغتهم وعبدوا ألهتهم بعل وعشتار وداجون وتزوجوا من فتيات كنعانيات ولكنهم أعطوا البلاد اسمهم , كما أعطوا الكنعانيين الكثير من فنون الملاحة التي أضيفت إلى خبراتهم الملاحية مما جعلهم يكونوا اكبر قوة بحرية في البحر الأبيض المتوسط , وقد ساعدهم على ذالك البيئة البحرية وخشب الأرز والشربين والقسطل والصنوبر والسرو واستعمال الحديد في صناعة السفن بدل البرونز مما أدى إلى تطويرها بحيث أصبحت أكثر قوة وسرعة وحمولة, حتى استحقوا عن جدارة لقب حمالين البحار ورواد الكشوف الجغرافية ومؤسسي المستعمرات التجارية , وقد قام سكان قرطاجنه الكنعانيون برحلتين إلى المحيط الاطلسى , الأولى قام بها البحار الكنعاني هيميلكو في عام 500 ق . م وزار فيها أوروبا ووصل إلى ايرلندا , والثانية كانت كما يذكر المؤرخ الجغرافي افينوس في القرن الرابع ق . م وقد قام بها أيضا البحار هيميلكو وكانت إلى المحيط الاطلسى , غير أن أهم رحلة استكشافيه قام بها سكان قرطاجنه كانت رحلة البحار الكنعاني هانو في عام 520 ق . م وكان الهدف منها هو تأسيس المستعمرات الكنعانية التجارية على سواحل غرب أفريقيا , وقد كانت هذه الرحلة مكونه من 3000 بحار رحلوا على طول الساحل الشمالي لأفريقيا واخترقوا مضيق جبل قلب الكنعاني ( جبل طارق ) حتى وصلوا إلى ربو دي أور حيث أسسوا مركزا تجاريا استخدموه فيما بعد كقاعدة خرجوا منها في عديد من الرحلات الاستكشافية نحو الجنوب , فوصلوا إلى نهر السغال والرأس الأخضر ونهر غامبيا , و قد سجلوا ملاحظاتهم عن هذه الرحلة والتي تتضمن على وصف لأهم الظاهرات ألجغرافيه على طول الساحل الشمالي والساحل الغربي لأفريقيا , وعلى وصف للنيران التي تنبعث من داخل الحشائش والقردة الموجودة في تلك المناطق وغيرها من الملاحظات التي تدل على أهمية هذه الرحلة وان كانت في نفس الوقت لا تخلوا من خلط بعض الحقائق بالخيال , هذا وقد ذكر المؤرخ الجغرافي بلينى أن هانو دار حول أفريقيا إلى أن وصل إلى شبه الجزيرة العربية مرورا بما يعرف اليوم باسم رأس الرجاء الصالح , وذالك قبل فاسكو دي جاما بأكثر من ألف عام , وهكذا استمرت قرطاجنه الكنعانية ومستعمراتها الكنعانيات في شمال وغرب أفريقيا تسيطر على السواحل ألشماليه والغربية لأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وجبل قلب الكنعاني (جبل طارق ) والمحيط الاطلسى مئات السنين حتى اضمحلت واندثرت في عام 146 ق . م بعد هزيمتها أمام جيوش روما في معركة زاما , أما الحدث الأكثر خطورة والأكثر تأثير في تحديد مسار التاريخ في عصر الحديد فقد كان قدوم الموجة الثالثة من اليهود إلى فلسطين بقيادة موسى ويشوع بن نون , (يوشع في المصادر العربية ) وهى الموجة الوحيدة التي أخذت طابع الغزو العسكري , وكان اليهود قد ذهبوا إلى مصر مع الهكسوس في منتصف القرن السابع عشر قبل الميلاد ,ولذالك وبعد طرد الهكسوس من مصر , اعتبر المصريون أن كل من جاء مع الهكسوس , أو من كانوا في حمايتهم , أو من تمتعوا بمزايا خاصة في ظلهم خونه , وفرضوا عليهم شروط قاسيه أخذت تزداد قوة بمرور الزمن , وذالك لأسباب منها ما هو ديني يتعلق بالتناقض الايديولوجى بين ديانة التوحيد اليهودية وعبادة الفرعون في مصر , ومنها ما هو اقتصادي يتعلق باستغلال اليهود للمصريين , ومنها ما هو وطني يتعلق بتعاون اليهود مع المستعمرين الهكسوس , وقد وصل الاضطهاد المصري لليهود في مصر إلى أقصى درجاته عندما أمر فرعون مصر القابلتان اليهوديتان " شفرة وفوعه " بقتل كل مولود ذكر تلده امرأة يهودية , وقد جاء تأكيد ذالك في التوراة " وكلم ملك مصر قابلتي العبرانيات اللتين اسم إحداهما شفره واسم الأخرى فوعه , وقال حينما تولدان العبرانيات وتنظرانهن على الكراسي , إذا كان ابنا فاقتلاه , وإذا كان بنتا فتحيا " ولذالك وأمام هذا الاضطهاد لم يكن إمام موسى إلا أن يخرج بقومه من مصر متجها إلى صحراء سيناء في طريقه إلى ارض كنعان , وتصف التوراة خروج اليهود من مصر في سفر الخروج فتقول "فاختار الرب موسى نبيا وقائدا , وناداه قائلا ...انأ الله اله أبيك ...واله إبراهيم ...واله اسحق ويعقوب ...انى قد رأيت مذلة شعبي ...فنزلت لأنقذهم من ايدى المصريين ... وأصعدهم إلى ارض جيده وواسعة ... إلى ارض تفيض لبنا وعسلا ... إلى مكان الكنعانيين ... فالآن هلم لأرسلك إلى فرعون ... وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر" وهكذا خرج اليهود من مصر بقيادة موسى واتجهوا إلى سيناء في طريقهم إلى ارض كنعان عام 1225 ق.م لكن سوء أفعالهم , وارتدادهم عن عبادة الله إلى عبادة العجل ساقتهم إلى مصيرهم المحتوم في التيه في صحراء سيناء لمدة أربعين عاما , وبعد ذالك وفى ظل جيل يهودي جديد أكثر قوة وشجاعة واستقامة وصل اليهود إلى مدين في جنوب سيناء , وواصلوا سيرهم إلى مدينة بئر السبع , ولكنهم ارتدوا عنها بسبب قوة مقاومة أهلها الكنعانيين إلى شرق الأردن حتى وصلوا إلى جبل هور قرب مدينة البتراء , وهناك مات موسى ودفن , وتولى قيادة اليهود من بعده يشوع بن نون ,
احتلال أريحا وإقامة الدولة :
بعد موت موسى واصل اليهود سيرهم بقيادة يشوع بن نون في اتجاه الشمال بمحاذاة الضفة الشرقية لنهر الأردن حتى وصلوا إلى ضفة النهر التي تواجه مدينة أريحا , فعبروا النهر إلى المدينة في عام 1190 ق . م , وهنا يظهر بكل وضوح التلفيق الاسطورى للتاريخ , والقراءة الانتقائية المغرضة للنصوص التوراتية في وصف دخول المدينة , التلفيق الاسطورى الذي لا يأخذ من التاريخ إلا ما يبرر الحرب , والقراءة لانتقائية المغرضة التي لا تأخذ من التوراة إلا ما يبرر الذبح , رغم وجود نصوص تاريخية وتوراتية مختلفة , فقد قال المؤرخ الأب ديفو وهو عالم مسيحي حريص على تاريخية العهد القديم , في كتابة " التاريخ القديم لإسرائيل إن قصة الاستيلاء على مدينة أريحا قصة مختلقة من أساسها , لان علم الآثار اثبت أن مدينة أريحا دمرت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد , كما أن نصوص التوراة تختلف في وصف دخول اليهود إلى أريحا , فسفر القضاة يصف دخول اليهود إلى المدينة بأنه كان تسلل بلا قتال , أو بقتال بدون مجابهة كبيره مع المدن الكنعانية التي كانت لها عربات قوية بالنسبة إلى القبائل اليهودية التي كانت كل واحدة منها تعمل لحسابها الخاص , وقد سجلت " ترنيمة انتصار " دبورة " في الإصحاح الخامس من سفر القضاة ذالك عندما قالت " فأحبوا الغريب لأنكم كنتم غرباء في ارض مصر " ( سفر التثنية ,الإصحاح العاشر, الايه 19 ) وفى سفر الخروج , الإصحاح 12 , الايه 49 "تكون شريعة واحدة لمولود الأرض وللنزيل النازل بينكم " وهذا ما يتناقض مع ما جاء في سفر يشوع الذي يصف الدخول إلى ارض كنعان بأنه غزو اتحدت فيه القبائل جميعا في دولة واحدة وأنهم ذبحوا كل من قابلوه في طريقهم كما جاء في الإصحاح السادس الايه 21 "وقتلوا كل من في المدينة من رجل وامرأة , من طفل وشيخ , حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف " لكن وبعيدا عن التفسير الاسطورى للتاريخ , والقراءة الانتقائية المغرضة للتوراة , دخل اليهود بقيادة يشوع إلى مدينة أريحا في عام 1190 ق . م , وغزوا عاى قرب مدينة رام الله , وحاولوا احتلال القدس والانتشار في المناطق ألجبليه ألمجاوره , ولكن مقاومة سكان تلك المناطق من القبائل الكنعانية والاموريه من جهة , وقلة عدد اليهود الذين لم يكن يتجاوز عددهم الستة آلاف شخص من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من جهة أخرى حالت دون تحقيق مشروعهم في التوسع والانتشار .
عصر القضاة:
بعد يشوع الذي استمر حكمه خمسة عشر عاما تولى الحكم في أريحا زعماء عرفوا باسم القضاة وعرف عصرهم بعصر القضاة , وقد امتد حكمهم الذي استمر مائة وخمسون عاما إلى المرتفعات الجبلية ألمحيطه بالقدس والسهول ألشماليه في فلسطين , ولكنهم أخفقوا في إصلاح قومهم وساد عصرهم الفوضى والخلافات والنكبات والفساد والانحلال الاخلاقى والديني والقتال الجزئي بين القبائل التي تدافع عن الاراضى التي استولت عليها , ولذالك وأمام تردى الأوضاع طلب اليهود من النبي صموئيل آخر قضاة بني إسرائيل أن يولى عليهم ملكا يحاربون تحت رايته,
عصر الملوك
اختار صموئيل شاؤول بن قيس (طالوت في المصادر العربية ) ملكا على اليهود , ولكنهم اعترضوا وقالوا إن شاؤول لم يؤتى سعة من المال , فقال لهم صموئيل , إن الله قد اختاره عليكم ملكا وزاده بسطة في العلم والجسم , فوافق اليهود , وقام صموئيل بمسح رأس شاؤول بزيت الزيتون كعادة ملوك الكنعانيين ونصبه ملكا على بني إسرائيل في عام 1025 ق . م , وعندما حاول شاؤول أن يتقدم نحو الشمال باتجاه بيسان تصدى له أهلها الجرجاشيون الكنعانيون وهزموه في معركة جبل جلبوع عام 1004 ق . م , وقتلوا أبنائه الثلاثة إمامه وجرحوه هو نفسه , مما أدى إلى إصابته بمرض نفسي انتحر على أثره , وخلف شاؤول اكبر أبنائه يوناثان الذي اشترك معه في معركة جبل جلبوع , ولكنه قتل في نفس العام في إحدى المعارك مع الكنعانيين , فتوج صموئيل داوود بن يسى زوج ميخال ابنة شاؤول ملكا على إسرائيل , ويعتبر داوود الذي ولد في بيت لحم واشترك في معركة جبل جلبوع وقتل جالوت بالمقلاع وهو فتى , المؤسس الحقيقي لدوله متعددة الجنسية على جزء كبير من المناطق ألمرتفعه من فلسطين بلغت مساحته حوالي 20 ألف كم2 , كما يعتبر المؤسس الحقيقي لجيش متعدد ألجنسيه أيضا يتكون من العبرانيين والكنعانيين والفلسطينيين والكريتيين والمؤابيين والحثيين والمصريين , استطاع بواسطته أن يحتل مدينة القدس بقيادة القائد الفلسطيني ايتائى غات عام 995 ق . م , وقد ساعده على ذالك أيضا المؤابيين والحثيين لان جدته لأبيه روث مؤابيه وزوجته أم ولده سليمان حثيه , ولكن ورغم أن عهد داوود كان عهد حروب إلا انه يعتبر من أزهى عهود فلسطين , فقد نقل العاصمة من الخليل إلى القدس وبني فيها معبدا وضع فيه تابوت العهد مؤكدا بذالك توحيد القبائل الإسرائيلية الاثنتى عشر , وعقد معاهدتي صداقه مع مدينتي صور وصيدا , واجبر دمشق على دفع الخراج , ولكنه اخفق في السيطرة على السهول وخصوصا السهل الساحلي الفلسطيني الذي لم يلامسه إلا من خلال فتحه صغيره بالقرب من مدينة يافا ,
وبعد موت داوود في عام 965 ق م ورث سليمان بن داوود الذي ولد في القدس من أم حثيه مقام أبيه الروحي والزمني , لكن عهده لم يكن مثل عهد والده عهد حروب بل كان عهد سلام وازدهار , وتزوج من ابنة فرعون مصر ,وبني الهيكل الذي يحمل اسمه في القدس ,وسيطر على البحر الأحمر وطافت أساطيله ألتجاريه في كل جهاته ,وجمع بين تجارتي الهند والهندستان واليمن , بالإضافة إلى إلزامه القبائل العربية المتنقلة في براري كلده بدفع الجزية له .
الانقسام والسقوط: 923 ق . م – 586 ق . م
بعد موت سليمان في عام 923 ق . م اجتمعت القبائل الاسرائيليه الاثنتى عشر في شكيم ( نابلس ) لمبايعة ابنه رحبعام , ولكن عشرة من هذه القبائل رفضت مبايعته لأنه رفض أن يعطيها وعدا بتخفيض الضرائب , وأعلنوا الانفصال وانتخبوا أخوه يربعام ملكا عليهم ,وأطلقوا على مملكتهم اسم مملكة إسرائيل وعاصمتها شكيم , أما قبيلتا يهوذا وبنيامين فقد حافظتا على ولائهما لرحبعام ,وكونتا تحت حكمه مملكة يهوذا وعاصمتها القدس , وقد عانت هاتان المملكتان المتعاديتان في كثير من الأحيان من الفساد الداخلي والانحلال الاخلاقى والضعف السياسي والعسكري وثورات الكنعانيين وعداء الدول الكنعانية المجاورة .
مملكة إسرائيل: 923 ق . م – 721 ق . م
استمرت هذه المملكة التي أطلقت عليها دائرة المعارف ألبريطانيه ألمملكه ألذيليه حوالي قرنين من الزمان من عام 923 ق . م إلى عام 721 ق . م , ولكن ورغم أنها كانت اكبر مساحة وأكثر سكانا من مملكة يهوذا ألجنوبيه إلا أنها كانت اقل منها أهمية من الناحية ألدينيه لأنه لم يكن لها مركزا دينيا مثل القدس , ولذالك حاول يربعام أن يعوض هذا النقص بان يوجد مثل هذا المركز, وخاصة بعد أن منعت مملكة يهوذا ألجنوبيه حجاج مملكة إسرائيل ألشماليه من دخول القدس , وتصف التوراة محاولة يربعام هذه فتقول" وحصن يربعام ملك ألشماليه مدينة شكيم " نابلس " في جبل " افرايم " وأقام فيها ...وبعد ألمشاوره سك الملك عجلي ذهب وقال للشعب ... إن ذهابكم لاورشاليم للعبادة يعرضكم لمشقه عظيمه , فها هي الهتك يا إسرائيل التي أخرجتك من مصر " وهكذا غضب الرب على بني إسرائيل لأنهم ارتكبوا المعاصي ولذالك تقول التوراة أيضا " وارتكب بنو اسراائيل في الخفاء المعاصي في حق الرب إلههم ...فقال لهم الرب ...ارجعوا عن طرقكم الاثيمه ...وأطيعوا وصاياي ...لكنهم أصموا أذانهم " وهنا تصف التوراة غضب الرب على يربعام والإسرائيليين فتقول " لم يعدل الإسرائيليون عن ارتكاب جميع خطايا يربعام بل أمعنوا في اقترافها .. . فنفى الرب إسرائيل من حضرته ...فسبى الإسرائيليون إلى أشور " وهكذا تؤكد التوراة أن خطايا يربعام والإسرائيليون من بعده ساقتهم إلى مصيرهم المحتوم وزوال دولتهم بعد حوالي قرنين من الزمان , وقد كان من ابرز ملوك هذه ألمملكه عمري (885 ق م – 874 ق . م ) الذي بني مدينة السامرا واتخذها عاصمة له ,وآخاب ( 874 ق . م- 852 ق . م ) الذي سمح لزوجته الاميره الكنعانية( ايزابل ) ابنة ملك صيدا وصور بفرض عبادة الإله الكنعاني بعل , مما أدى إلى قيام ثوره ضده بقيادة الضابط ( ياهو) الذي أطاح به وأعاد عبادة (يهوه) , ويربعام الثاني ( 875 ق . م- 745 ق . م ) وهو الثالث من سلالة ( ياهو ) الذي توسع شمالا على حساب الآراميين , لكن ذلك لم يستمر طويلاً فقط غزاه الدمشقيون مملكة إسرائيل واستعادوا كل الأراضي الواقعة شرق نهر الأردن وشمال نهر اليرموك, كما أن ظهور الملك الأشوري تجلات بلسر الثالث (745 ق.م – 727ق.م) قد أدى إلى الحد من توسع مملكة إسرائيل شمالاً على حساب الآراميين, كما قام خليفته شلمنصر الخامس ومن بعده سرجون الثاني بتأديب يشوع آخر ملوك إسرائيل والقضاء على دولته عام 721ق.م ونقل سكانها إلى حران والخابور وكردستان وفارس حيت اندمجوا بأهالي تلك البلاد وأحل محلهم جماعات من الآراميين.
دولة يهوذا: 923 ق .م – 586 ق . م
كانت مملكة يهوذا الجنوبية أقل مساحةً وسكاناً من مملكة إسرائيل, ولكنها كانت أكثر منها استقرارا لأنها دولة داخلية بعيدة عن طرق الغزاة , والساحل الذي كان تحت سيطرة الفلسطينيين, كما أنها كانت أكثر منها أهمية دينية, وقد استمرت هذه المملكة لمدة أكثر من ثلاث قرون وكان من أبرز ملوكها يربعام بن سليمان (923ق.م – 916ق.م) الذي انتشرت في عهده العبادة الوثنية والفساد الأخلاقي, وإبيام بن يربعام (915ق.م -913ق.م) الذي كان عهده امتدادا لعهد والده في الفساد الأخلاقي وعبادة الأوثان , ويهورام بن يهوشفاط (849ق.م – 842ق.م) الذي قتل إخوته الستة مع جماعة من رؤساء قومه, ويوحازين بن يوتام (735ق.م – 715ق.م) الذي تعلقت نفسه بحب الشهوات والشر وقلبه بحب الأوثان حتى أنه ضحى بأبنائه قرابين على مذابح الآلهة الوثنية, ومنسي بن حزقيا (687ق.م – 642ق.م) الذي أقام المعابد الوثنية وقتل النبي أشعيا بن أموص بنشره على جذع شجرة لأنه نصحه ووعظه, وقد سجلت التوراة ذلك بقولها " لأن منسي ملك يهوذا اقترف جميع هذه الموبقات, وأضل اليهود, ها أنا أجلب شراً على أورشليم ويهوذا ... وأمسح أورشليم كما يمسح الصحن من بقايا الطعام, وأنبذ شعبي, وأسلمهم إلى أيدي أعدائهم فيصبحون غنيمة وأسرى لأنهم ارتكبوا الشر في عيني ... وزاد منسي فسفك دم أبرياء كثيرون" , وهكذا نرى أن ذنوب بني إسرائيل التي فاقت كل الحدود ساقتهم إلى مصيرهم وتدمير مملكتهم وسبي شعبهم, وقد هوجمت مملكتهم عدة مرات وهزمت, ودخل شيشق الليبي فرعون مصر القدس في أواخر القرن العاشر قبل الميلاد, واستولى الفلسطينيون على قصر ملكهم يهورام (849ق.م – 842ق.م) وسبوا أبنائه ونسائه مما أضطر الملك حزقيا (715ق.م – 687ق.م) إلى إعلان خضوعه لملك الأشوريين سرجون الثاني بعد سقوط مملكة إسرائيل عام 721ق.م والملك منسي بن حزقيا إلى دفع الجزية لملوك أشور إسرحدون وأشور بنيبال وملكي أشور, وقد قام هذا الأخير بتقيد حزقيا بسلاسل من نحاس وأخذه إلى بابل, ولكن ولأن مصر لا تسمح أن يكون هيكل القوة في فلسطين أحادى الجانب ولصالح العراق فقد هاجم الفرعون المصري نخاو يهوذا وأسر ملكها يوشيا بن أمون (640ق.م – 609ق.م) ونصب مكانه ملكاً موالي له هو يهو ياقيم بن يوشيا ( 609ق.م – 598ق.م), الذي عاد إلى عبادة الأوثان وأرهق شعبه بالضرائب ليدفعها لسيده فرعون مصر, ولكن العراق لم يسمح أيضاً أن يكون هيكل القوة في فلسطين أحادى الجانب ولصالح مصر , ولذلك انتقلت القوتان العظميان في مصر والعراق من المواجهة غير المباشرة إلى المواجهة المباشرة , وهزم الملك البابلي نبوخذ نصر الفرعون المصري نخاو عام 605 ق . م في شمال سوريا وواصل زحفه إلى القدس , فأخضع ملكها يهو ياقيم وأذله وأدخله تحت نفوذه , ولكن هذا الملك ثار على نبوخذ نصر فعاد نبوخذ نصر إلى القدس وأسر يهو يا قيم وقيده بسلاسل من نحاس حيث مات بعد مدة قصيرة , وخلفه يهو ياكين (598ق.م - 598ق.م) فأعلن الثورة والخروج على نفوذ نبوخذ نصر , لكن نبوخذ نصر عاد بجيشه إلى القدس وهزم يهو ياكين وأخذه مع عائلته ورؤساء اليهود وحوالي عشرة ألألف من سكان القدس فيما يعرف السبي البابلي الصغير وبعض خزائن الهيكل إلى بابل , ثم عين صدقيا بن يوشيا (597ق.م – 586ق.م) ملكاً على مملكة يهوذا بعد أن أقسم له يمين الولاء , لكنه نكثت العهد وثار على البابليين مما جعل نبوخذ نصر يعود بجيشه ويحاصر القدس مدة ثمانية عشر شهراً حتى سقطت في يده فخربها ودمر الهيكل وسبى أربعون ألفاً من اليهود إلى بابل فيما يعرف بالسبي الثاني , وهاجر من بقى م اليهود في القدس إلى مصر, أما صدقيا فقد قيده بسلاسل من نحاس وساقه إلى بابل حيث قتل أولاده أمامه ثم سمل عينيه , وبذلك سقطت دولة يهوذا عام 586 ق . م , وبعد تدمير الهيكل وجه النبي أرميا كلامه إلى نبوخذ نصر والكلدانيين قائلاً: " لا تظن أنك بقوتك وحدها استطعت أن تتغلب على شعب الله المختار, إنها ذنوبهم الفاجرة التي ساقتهم إلى هذه العذاب " وقالت التوراة على لسان أشعيا أحد أنبياء إسرائيل في سفر أشعيا – الإصحاح الأول "ويل للامه الخاطئة , الشعب الثقيل الإثم , نسل فاعلي الشر ,أولاد مفسدين تركوا الرب ,استهانوا بقدوس إسرائيل , ارتدوا إلى وراء "
فلسطين تحت الحكم االبابلى : 586 ق . م – 539 ق . م
بعد سقوط دولة يهوذا في عام 586 ق . م بدأت فترة الحكم البابلي الكلدانى في فلسطين , وفترة السبي اليهودي في العراق , وهى الفترة التي بدا اليهود فيها بتدوين التوراة والتي استمرت حتى القرن الثاني قبل الميلاد , اى بعد أكثر من ألف عام على ظهور موسى , وقد انقسم اليهود خلال هذه الفترة إلى قسمين , أكثريه أعجبتهم الأرض الجديدة فاندمجوا بأهلها وعبدوا إلهتهم , واقليه متشددة عارضت الاندماج .
فلسطين تحت الحكم الفارسي : 539 ق . م – 332 ق . م
بعد سقوط ألدوله البابلية الكلدانيه أمام التحالف الفارسي - اليهودي بقيادة الإمبراطور الفارسي قورش الثاني عام 539 ق . م , دخلت فلسطين تحت السيطرة الفارسية , وسمح الإمبراطور قورش لليهود تحت تأثير زوجته اليهودية استر ( هدسه ) بالعودة إلى فلسطين وإعادة بناء الهيكل في القدس , لكن معظم اليهود رفضوا العودة , ولم يرجع إلا عدد قليل من اليهود المتشددين الذين رفضوا الاندماج , وقد قدر المؤرخون عددهم بحوالي 42 ألف , وقد قام هؤلاء بإعادة بناء الهيكل في القدس عام 515 ق . م , كما أنهم تمتعوا بنوع من الحكم الذاتي الادارى المحدود في منطقة القدس في مساحه لا يتجاوز نصف قطرها عشرين كيلومتر في اى اتجاه تحت السيادة الفارسية.
فلسطين تحت الحكم الاغريقى : 332 ق . م -63 ق . م
بعد انتصار الإسكندر الأكبر على الجيش الفارسي بقيادة الإمبراطور داريوس الثالث في أبسوس في شمال سورية , رغم أن ميزان القوى كان يميل كثيرا لصالح الجيش الفارسي , وهروب داريوس تاركا أمه وزوجته وأولاده للاسكندر الذي عاملهم بكل احترام نظرا لنسبهم الملكي , سيطر الإغريق على بلاد الشام ومصر والعراق وإيران وأجزاء من الهند , وهكذا دخلت فلسطين تحت السيطرة الهللينيه الاغريقيه التي استمرت حتى عام 63 ق . م , و سمح الإسكندر الأكبر لليهود بالتمتع بالامتيازات الذي كانوا يتمتعون بها في العهد الفارسي وهى حرية ألعباده والحكم الذاتي الادارى المحدود في منطقة القدس ولكن تحت السيادة اللهلينيه الاغريقيه , ولكن وبعد موت الإسكندر بالحمى في بابل في حزيران عام 323 ق . م , وترك إمبراطوريته للأقوى على حد تعبيره , أدت هذه ألوصبه إلى صراعات دامت نصف قرن بين كبار قادته , مما أدى إلى تقسيم إمبراطوريته بينهم , فكانت فلسطين ولبنان ودمشق وباقي سوريه المجوفة إلى الجنوب من اللاذقية ومصر وبرقه (ليبيا ) وبعض جزر بحر إيجه من نصيب القائد بطليموس , ( وسمى حكمه وحكم خلفائه من بعده بعصر البطالمة ) وكانت سورية ألشماليه والعراق وإيران واسيا الصغرى من نصيب القائد انطيوخس , (وسمى حكمه وحكم خلفائه بعصر السلوقيين )
الحكم البطلمى في فلسطين : 302 ق . م – 198 ق . م
يعتبر هذا العهد امتدادا لعهد الإسكندر وخاصة فيما يتعلق بالعطف على اليهود الذين كان يدير شؤونهم الكاهن الأكبر
الحكم السلوقى في فلسطين : 198 ق . م ¬_ 63 ق . م
بعد انتصار الملك السلوقى انطيوخس الثالث على البطالمه في معركة بانيون عام 198 ق . م , سيطر السلوقيون على فلسطين وحاولوا صبغ اليهود بالصبغة الهللينيه الاغريقيه , وأرسل انطيوخس الرابع احد قادته إلى فلسطين عام 167 ق . م وكلفه إلغاء الطقوس الدينية اليهودية واستبدالها بالطقوس الوثنية الاغريقيه , وإلغاء عبادة الإله اليهودي يهوه واستبدالها بعبادة الإله الوثني الاولمبي زيوس , وتحريم الختان واقتناء الأسفار المقدسة , وتعيين كاهن وثنى اغريقى , وفرض آكل لحم الخنزير , وقد أدت هذه السياسات إلى انقسام اليهود إلى حزبين :
حزب المتأغرقون الذين انصرفوا عن الديانة اليهودية طوعا آو قهرا وقد أقاموا في القدس والمدن الاغريقيه , وتمكنوا من الوصول إلى الحكم الذاتي الادارى المحدود تحت السيادة ألسلوقيه .
حزب القديسيون وهم اقل عددا وقد هربوا من القدس فرارا بدينهم , وانتخبوا متاثياس ( ماتييه ) كبير عائلة الاشمونيين قائدا عليهم , ولكنه مات بعد فترة قصيرة فخلفه ابنه يهوذا الملقب ( بالمكابى ) اى المطرقة , وقد ثار على السلوقيين ( ثورة المكابيين ) وانتصر عليهم أكثر من مرة في عامي 166 ق .م و165 ق . م , وهذا ما أدى إلى انضمام المترددين اليهود إليه , واعتراف الملك انطيوخس بحق المكابيين في ممارسة دينهم جنبا إلى جنب مع حزب المتأغرقين في القدس , وعاد المكابيون إلى القدس في 25 كانون الثاني 164 ق .م , وما زال اليهود حتى يومنا هذا يحتفلون بهذه المناسبة فيما يعرف باسم ( عيد الأنوار –حانوكا ) وهكذا نجح يهوذا المكابى في تأسيس حكم ذاتي إداري محدود لليهود في القدس كان يتسع أو يضيق وتزداد مظاهر استقلاله أو تضعف حسب صراع القوى الكبرى على فلسطين , وقد حكم المكابيون بصفة كبار كهنه في أول الأمر ولكنهم سرعان ما سموا أنفسهم ملوكا , وفى سنة 143 ق. م اعفي الإمبراطور ديمتريوس الثاني اليهود من دفع الضرائب وأعطى لقب حاكم لكبير الكهنة اليهودي سيمون ,ولكن اليهود اتفقوا على اعتباره ملكا ووافق الإمبراطور ومنحه حق صك ألعمله . وقد توسعت هذه ألمملكه في عهد الملك اليهودي الكسندر جانيوس 103 ق. م – 76 ق . م وشملت شرق الأردن في الشرق و بعض أجزاء السهل الساحلي في الغرب حتى كادت أن تلامس حدود مملكة سليمان , ولكن بعد موت هذا الملك وفى عهد أرملته سالوم الكسندرا التي حكمت حتى عام 67 ق . م تخاصم ابناها هيركانوس الثاني واريستوبولوس على الحكم وتدخل العرب الأنباط لصالح هيركانوس الثاني .
فلسطين تحت الحكم الروماني : 63ق . م – 34 6م
استولى القائد الروماني بومبى على فلسطين عام 63 ق . م ودمر أسوار القدس وقضى على الدولة اليهودية , ولكنه أبقى على الأسرة المكابيه في ظل السيادة الرومانية وعين هيركانوس الثاني كبيرا للكهنة , وفى الفترة من 47 ق . م إلى 40 ق . م دخلت الضيعة اليهودية تحت حكم حاكم ايدوميه "انتى بيتر" , وفي عام 40ق.م استعاد الفرس السيطرة على فلسطين ونصبوا "إنتي جونوس" أخو هير كانوس الثاني حاكماً وكبيراً للكهنة, لكن الرومان استعادوا السيطرة على فلسطين عام 37 ق.م ونصبوا "هيرودس بن إنتي بيتر" حاكماً, ولكن ورغم أنه كان قد تهود وجدد الهيكل وضاعف مساحته ورفع سطحه إلا أنه كان مكروهاً عند اليهود بسبب استبداده وشدة ولائه للرومان, وعندما أرادة هيرودس الزواج من ابنة أخيه هيروديا رفض يحي "يوحنا المعمدان" وقد سمية بذلك لأنه كان يعمد الناس ويغسلهم بالماء لتطهيرهم من خطاياهم فغضبت هيروديا وقد كانت فتاة بارعة الجمال والدلال فدخلت على هيرودس في أجمل زينة ورقصة أمامه حتى ملكة قلبه ووجدانه وعواطفه فطلب منها أن تتمنى عليه فتمنت رأس يوحنا المعمدان فاستجاب لها وقتل يوحنا وقدم لها رأسه على طبق من ذهب, ولم يكتفي بذلك بل أنه قتل زكريا والد يحي المعمدان بنشره على جذع شجرة لأنه دافع عن ابنه وعارض صحة الزواج لمانع القرابة, وقد استمر حكم هيرودس حتى عام 4 ق.م وهو العام الذي ولد فيه المسيح في بيت لحم , وقد هربت العذراء به إلى مصر خوفاً من بطش هيردوس ولكنها عادت به إلى مدينة الناصرة حيث عاش طفولته و عرف بالناصري وأنصاره بالنصارى , وفى تلك الفترة حكم الرومان فلسطين حكما مباشرا منذ عام 6م و بعد خلعوا الوالي ارخيلوس بن هيرودس لسوء حكمه ونصبوا بدلا منه بيلاطس النبطى ( 26م – 36م ) , ولما كبر المسيح وقام بواجب الدعوة جحده اليهود وأنكروه رغم ما أجراه على يديه من معجزات وما تتضمن رسالته من حق وعدل ومساواة, ولذلك وعندما جاء عيد الفصح من سنة 30م ذهب المسيح إلى أورشليم "القدس" وزار الهيكل وقلب موائد الصيارفة وٍكراسي باعة الحمام وقال لهم: "مكتوب أن بيتي ... بيت الصلاة يدعى ... وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" فحقد اليهود عليه وسارعوا إلى عقد مجلس اليهود الديني "السنهدرين" وقرروا القبض على المسيح وإعدامه بتهمة التجديف والخروج عن الدين, وطلبوا من الوالي الروماني بيلاطس النبطي "يسمى النبطي نسبة إلى أمه التي كانت من الأنباط العرب" إعدامه ولكنه رفض لأنه لم يجد في فكر وفعل المسيح ما يوجب إعدامه فأخذ اليهود يصرخون في وجهه أصلبه .. أصلبه .. دمه علينا وعلى أولادنا, وقد أضطر بيلاطس كارهاً إلى الموافقة, لكن عناية الرب حالت دون ذلك , بعد صعود المسيح استمر تلاميذه يخطبون في الهيكل ويدعون اليهود إلى المسيحية وقد لاقوا في سبيل ذالك الأذى والاضطهاد , وعندما تضاعف عددهم خاف اليهود وقبضوا على بطرس وبعض المسيحيين وجلدوهم ثم أطلقوا سراحهم فهربوا إلى السامرة وقيساريه وانطاكيه وانشأوا الجماعات المسيحية , وذهب بطرس إلى روما وانشأ جماعه مسيحيه وكان يركز في دعوته على اليهود , أما بولس فقد كان يركز على الوثنيين واليهود ويستخدم في ذالك المصطلحات الفلسفية التي تتناسب مع الثقافة السائدة في الامبراطوريه الرومانية , وقد انتهى الأمر بهما إلى الإعدام في عهد الإمبراطور نيرون عام 64م , ولقد ثار اليهود على الرومان في عهد الإمبراطور نيرون ولكن قائده العسكري تيتوس استطاع إخماد ثورتهم التي استمرت أربع سنوات من عام 66م إلى عام 70م , ودمر القدس والهيكل وقتل ونهب واسر وباع الأسرى في أسواق النخاسة بأبخس الأثمان, وكانت أمنية اليهودي أن يشتريه من يرفق به ولا يرسله إلى حلقة المصارعة مع الوحوش المفترسة , وقد أقام تيتوس في روما قوسا بمناسبة انتصاره على اليهود ما زال موجودا حتى ألان وعليه نقوش ذكرى ذالك الانتصار والشمعدان ذو الرؤوس ألسبعه الذي أخذه من الهيكل , لكن اليهود ثاروا مرة أخرى على الرومان بقيادة " سيمون " باركوخيا واستمرت ثورتهم ثلاث سنوات من عام 132م إلى عام 135م ولكن الإمبراطور هادريان أرسل لهم القائد جوليوس سيفروس على رأس جيش كبير هزمهم ونكل بهم وطردهم من القدس وحرم عليهم دخولها أو السكن فيها أو الاقتراب منها وأقام على أنقاضها مدينة حديده سماها إيليا كابيتولينا , وقد استمرت فلسطين تحت السيطرة الرومانية حتى عام 614م عندما راسل الإمبراطور الفارسي كسرى الثاني قائده شهربزار على رأس جيش كبير احتلها بمساعدة اليهود ودمر القدس واستولى على الصليب المقدس , لكن الرومان تمكنوا من استردادها عام 628 م واستمرت تحت سيطرتهم حتى الفتح الاسلامى في عام 634 م .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موجز تاريخ فلسطين من العصر الحجري إلى الفتح الإسلامي ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
» فلسطين عبر التاريخ العصر الحجري القديم
» فلسطين في خمسة قرون من الفتح الإسلامي حتى الغزو الفرنجي
» القدس عبر التاريخ موسوعة شاملة كاملة ( والكمال لله وحده ) العهد الإسلامي القدس و الفتح الإسلامي :
» الفتح الإسلامي لفلسطين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: