ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الفتوحات الاسلامية في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الفتوحات الاسلامية في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: الفتوحات الاسلامية في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه   الفتوحات الاسلامية في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه Emptyالإثنين نوفمبر 22, 2010 5:06 am

الفتوحات الاسلامية في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه 08KI1-rciH_818711173

الفتوحات الاسلامية في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الفتوح الإسلامية في عهده رضي الله عنه
كيف استدرج المسلمون المجوس خارج حصر. ؟
فتح العراق وبلاد الفرس
بدء القتال وسير المعركة
موقعة القادسية
دروس من نهاوند
عزة المسلمين
نتيجة المعركة
عمر ورسول سعد
أثر الفتح الإسلامي في بلاد الفرس
فتح المدائن
موقعة نهاوند " فتح الفتوح "
اتجهت عناية الفاروق رضي اللّه عنه نحـو مواصلة الجهاد ونشر الإسلام والاستمرار في حركة الفتح الذي بدأ في عهد أبي بكر رضي اللّه عنه في بلاد الفرس والروم… فأما في بلاد الفرس فقد تركها خالد بن الوليد رضي الله عنه في أواخر عهد أبي بكر رضي الله عنه وذهب لنجدة إخوانه أمام جيوش الروم حيث تم النصر للمسلمين في. موقعة اليرموك وما تلاها من مواقع في بلاد الشام (1)، وبقيت إِمرة الجيش في ميدان الفرس بعد أن تركها خالد رضي الله عنه… للمُثَنَى بن حارثهَ الشيباني رضي الله عنه.
ولما تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة كان لابُدَّ له أن يُتم الشوط الكبير الذي بدأه أبو بكـر رضي الله عنه فأخذ يعد العدة لفتح العراق وبلاد الفرس وأعلن التعبئة العامة واستنفر الناس للجهاد في سبيل الله ينتقلون من نصر إلى نصر…
أ- فتح العراق وبلاد الفرس أعلى
وجه عمربن الخطاب رضي الله عنه همه لفتح العراق وبلاد الفرس بعد أن اطمأن على سلامة وضع الجيش الإسلامي في بلاد الشام وعرف أن الروم قد ارتدوا على أعقابهم بعد موقعة اليرموك وأن المسلمين ينتقلون من نصر إلى نصر . . .
وقد بلغ من أهمية هذا الأمر (وهو فتح العراق وفارس) في نظر الخليفة أنه رغب في أن يقود الجيوش بنفسه، ولكن جمهرة المسلمين أشارت عليه أن يقيم ويندب لذلك رجلاً من كبار الصحابة فوافق عمر رضي الله عنه على ذلك واستقر الرأي على سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
وعلى الرغم من ثقة عمر رضي اللّه عنه في إخلاص سعد رضي الله عنه وإيمانه وكفايته لما أسند إليه من إمرة وقيادة فقد رسم له المنهج السليم بتلك الوصية الرائعة التي جاء فيها: "يا سعد، لا يَغُرَّنَّكَ من اللّه أن قيل خالُ رسـول الله وصـاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكنه يمحو السيئ بالحسن، وليس بين الله وبيـن أحد نسبٌ إلا طاعته، فالناس شر يفهم ووضيعهم في ذات الله سواء، الله ربهم وهم عباده، يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عنده بالطاعة، فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزمهُ فالْزَمْهُ ".
موقعة القادسية سنة 14 هـ أعلى
وقد قصد سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه إلى العراق وهي- حيئنذ- جزء من دولـة الفرس الكبرى.
وكان خـير مثال للقيادة السديدة والسياسة الرشيد المؤمنة، وقد أثمرت هذه السياسة ثمرتها المرجوَّة في تقوية الصفوف وربط القلوب ونشر التعاون والتضامن… فنزل سعد رضي اللّه عنه أرض القادسية ومعه ثلاثون أو خمسة وثلاثون ألفاً من المجاهدين المؤمنين منهم حوالي ثلاثـمائة من الصحـابة الكرام رضي اللّه عنهم، وحوالي سبعمائة من أبناء الصحابة رضي اللّه عنهم. ومكث فيها شهراً يبعث السرايا ويستطلع الأحوال.
ولما أحس الفرس بالخطر القادم عليهم جمع ملكهم ( يزدجرد) جيشاً كثيفاً قدّره المؤرخون بثمانين ألفاً من الجنود المدربين في أحسن عدة وسلاح ولكنهم كانوا- بقلوب خاوية خربة، وكان قائدهم عسكرياً مجرباً هو (رستم وكان مع الجيش ثلاثة وثلاثون فيلاً يتقدمها فيل أبيض .
عزة المسلمين أعلى
ولما تواجه الجيشان طلب رستم من سعد رضي الله عنه أن يبعث إليه برجل عاقل عالم يسأله، لأنه كان متعجباً من هؤلاء العرب ما الذي غيّرهم وقد كانوا خاضعين للفرس وكانت ترضيهم كميات من الطعام حين يجوعون ويهاجمون، فبعث إليه سعد رضي الله عنه رجالا من الصحابة رضي الله عنهم كان منهم ربعي بن عامر رضي الله عنه فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهّبَة ومفارش الحرير واظهروا اليواقيت واللآلئ الثمينة والزينة العظيم وعليه تاجه الذي يبهر الأبصار وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي رضي الله عنه بثياب رثة وسيف وترس وفرس قصيرة، فلما رأى زينتهم وانتفاخهـم أراد أن يهينهم ويظهر استخفافه بمظاهرهم الكـاذبة فدخل بفرسه راكباَ عليها حتى داس بها على طرف البساط ثم نزل وربطها ببعض وسائدهم الثمينة، وأقبل عليهم رافع الرأس ثابت الخطا وعليه سلاحه ودرعه وخوذته على رأسه فقالوا له: ضع سلاحك فقال بعزة : إني لم آتكم وإنما دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت. فقال رستم: ائذنوا له فأقبل يتوضأ على رمحه فوق النمارق فخرق أكثرها فقالوا له: ما جاء بكم ؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإِسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضي إلى موعود الله.
قال: وما موعود اللّه ؟ قال : الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.
فطلب رستم الإمهال فأبوا أن يمهلوه أكثر من ثلاثة أيام، ومال إلى قول المسلميـن ولكنَه خاف من قومه، ثم جاءه المغيرة بن شعبة رضي اللّه عنه. فقـال له رستم: قد أمرت لكم بكسوة ولأميركم لألف دينار وكسوة ومركـوب وتنصرفون عنا.
فقال المغيرة: أبَعْدَ أن أوهنّا ملككم وضعفنـا عزكم ولنا مدة نحو بلادكم ونأخذ الجزية منكم عن يد وأنتم صاغرون وستصيرون لنا عبيداً على رغم، فلما قال ذلك استشاط غضباَ.
وعزم الجميـع على القتال المجوس والمسلمون، وكان سعد رضي اللّه عنه مصابا بمرض أقعده على فراشه، ولكنه أصر على أن يكون في فراشه مشرفِـاً على ميدان المعركة يقودها ويوجهها، ثم قسم جيشه وأعده إعداداً جيـداَ ، ثم خطب الناس رضي اللّه عنـه فوعظهم وحثهم وتلا عليهم قولـه تعـالى {وَلَقَد كَتبنا في الزًبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أنَّ اَلأرضَ يَرِثهَا عِبَادِي الصالحُونَ}(2)
قرأ سورة الجهاد وهي سورة الأنفال فهشت قلوب الناس وعيونهم وعرفوا السكينـة مع قراءتها، ثم كبر أربعـاً فحمل المسلمون بعد الرابعة على عدوهم واقتتلوا معهم قتالاَ شديداً طول يومهم وأكثر ليلهم، واستمروا ثلاثة أيام عانى فيها المسلمون كثيراً من هذه الأفيال التي تفزع خيولهم العربية التي لم تتعود رؤيتها، ولكن الأبطال المؤمنين دبروا مكيدة لهذه الأفيال فأهلكـوها وذلـك بأن ضربوا الفيل الأبيض في عينيه بالرماح فانطلق يتخبط ،ثم اتجه بمن عليه إلى النهر وتبعته الأفيال الأخرى بمن عليها فغرقوا وهلكوا، وذلك من توفيق اللّه وعنايته بعباده المؤمنين.
وفى اليوم الرابع بعث الله ريحاً شديدة فدمرت معسكر المجوس وهربوا في كل اتجاه وقتل قائد هم، وقتل منهم عشرات الآلاف، وفقد المسلمون حوالي ألفين وخمسمائة شهيدٍ - إن شاء اللّه تعالى-.
عمر ورسول سعد أعلى
وبعث سعد بخمس الغنيمة مع البشارة إلى أمير المؤمنـين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكـان عمر رضيِ اللّه عنه يخرج كل يوم خارج المدينة على طريق العراق ينتظر الأخبار قلقاَ خائفاً على المسلمين فبينما هو ذات يوم على عادته ينتظر في الطريق إذ رأى راكباً يلوح من بعيد فاستبثر واستقبله يسأله والراكب لا يعرفه وهو يمشي وعمر يركض خلفه، والراكب يقول: فتح اللّه على المسلمين وعمر يكثر السؤال وهو يتهلل من الفرح ويشكـر اللّه ولما دخلا المدينة أخذ الناس يُسلِّمون على عمر رضي اللّه عنه بالخلافـة وهو مسرع وراء الراكب فلما سمع الراكب ذلك توقّف ونزل من راحلته احتراماً وأسفاً على جهله بحقيقة مُحدِّثه .
وقال: يرحمك اللّه يا أمير المؤمنين هلا أعلمتني أنك الخليفة فقال رضي اللّه عنه: لا حرج عليك يا أخي.
وجمـع عمـر رضي اللّه عنـه المسلمـين مستبشراً وقرأ عليهم كتاب سعد رضي اللّه عنـه يصف المعركـة الحـاسمة ويصف الجند المجاهدين فيقول : (كانوا يدوونَ بالقرآن إذا جن الليل كدوي النحل، وهم آساد في النهار لا تشبههم الأسود ولم يفضل من مضى منهم من بقي إلا بالشهادة إذْ لم تكتب لهم).
وبهذه المعركة الفاصلة أيد الله سبحانه دينه ورفع كلمته وهابت العربُ والعجم المسلمين وانتشر هدي الإسلام وعدله وتقلص ظلام الكفر والشرك والحمد الله .
فتوح فارس خريطة رقم "1"
فتح المدائن أعلى
بعد معركة القادسية واصل المسلمون بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه- الفتح ومضى سعد في طريقه ينتقل من نصر إلى نصر حتى فتح المدائن بعد أن حاصرها شهرين وكان ذلك في شهر صفر سنة 16 هـ وكان هذا الفتح صدمة عنيفة روَّعت الفرس وأفزعتهم إذْ كانت عاصمة بلادهم .
وفيها نفائس الفرس العجيبة وفيها القصر الأبيض والإيوان، وكانا- حينئذ- من أعاجيب الزمان، وقد وقعت في هذه المعركة آيات عظيمة من نصر الله وتأييده لعباده المؤمنين منها:
الأولى: أن المسلمين وقفوا حائرين أمام نهر دجله الغزير العميق كيف يعبرونه وكـان هائجاً يقذف بالزبد، فقام سعد رضي الله عنه في جيشه خطيبا.
وقال: ألا إني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم.
فقالوا جميعاً: عزم الله لنا ولك فافعل، وكان رضي الله عنه مشهورا باستجابة دعوته فدعا الله تعالى ودعا معه الجيش ثم توكلوا على الله واقتحموا خيولهم ذلك البحر، وكانت قد تقدمتهم كتيبتان لتبعد الفرس المجوس عن الجانب الآخر للنهر، وكـان الفرس ينظرون إليهم في دهشة بالغة ويصيحون: ديوانا ديوانا ، أي: مجانين مجانين. وكان الفرسان يسيرون على الماء كما يسيرون على الأرض يتحدثون مطمئنين ولم يُفْقَدْ منهم أحد ولا شيء أبد أو هرب الفرس ولحقهم المسلمون إلى المدائن وفتحوها وملكوا كنوزها التي لا تخطر على العقول، وكانت تلك الحادثة كرامة لسعد رضي الله عنه وجنده المؤمنين المجاهدين الصادقين بعد أن بذلوا ما يستطيعونه من أسباب.
والثانية: حين وفد رسل سعد رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه ومعهم كنوز كسرى وسواراه وبساطه بذهبه وفضته ولؤلؤله، دعا بسراقة بن مالك وألبسه سواري كسرى وقال: الحمد لله سوارا كسرى بن هرمز في يدي سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي من بني مدلج هو يشير بهذا إلى وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لسراقة حين قابله وهو مهاجر إلى المدينة معه أبو بكر رضي الله عنه وقال له وقد نظر إلى ذراعيه : "كأني بك يا سراقة
وقـد لبست سوارى كسرى" فتحقق وعده صلى الله عليه وسلم وهدم الإسلام إمبراطورية الفرس المجوس وآلت كنوزها إليهم ليحق الله الحق ويبطل الباطل ولوكره الكافرون.
موقعة نهاوند " فتح الفتوح " سنة 21 هـ أعلى
بعد أن فتح المسلمون المدائن عاصمة الفرس، أفزع ذلك النصر- الذي مَنَّ به على المسلمين- ملك المجوس " يزدجرد الثالث " فهام على وجهه كي يستنفر الناس، ويستنهض عزائمهم لحرب المسلمين، حتى استطاع بعد أربع سنواته أن يحييهم جيشا كبيراً يزيد عدده على مائة وخمسين ألف مقاتل.
لقد كانت المعركة في واقع الأمر بالنسبة للفرس معركة حياة أو موت،
لذا فقد حشدوا لها كل ما لديهم من إمكانيات.
علم المسلمون بما أعده يزدجرد، وأن فلول الفرس قد تجمعت في نهاوند، فبعثوا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يستأذنوه في المسير إلى نهاوند.
جمع الفاروق أهل الرأي والمشورة من وجوه أصحاب رسول الله صلى اللّه عليه وسلم-
عملا بمبدأ المشورة-، فاستشارهم في أمر الذهاب ليكون بنفسه قريبا من ميدان الجهاد وليكون ردءاً للمسلمين.
إلا أن ذلك لم يحظ بموافقة أهل الرأي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحجتهم:-
1- أن المجاهدين لا يستصرخون ويطلبون العون من المدينة وإنما أرسلوا يطلبون الإذن في الانطلاق من العراق باتجاه نهاوند ومواصلة الفتح.
2- أن مكـان عمر من المسلمـين مكان النظام من الخرز، يجمعه ويمسكه، فإن انحل النظام، تفرق ما فيه، وذهب ثم لا يجتمع أبدا، فكذلك إن أصاب أمير المؤمنين مكروه، فَتَّ ذلك في عضد المسلمين وأضعفهم.
3- أن المسلمين ليسوا في حاجة إلى من يُكَثر عددهم والنصر والهزيمة ليست لكثـرة ولا قِلّة، والمسلمون على موعد من الله بالنصر والتمكين- ما داموا متمسكين بأمره، مطبقين لشرعه- والله منجز وعده وناصر جنده.
اقتنع عمَر رضي الله عنه بما قاله أهل الرأي والمشورة ثم قال: أشيروا علي برجل أُولِّيه ذلك الثغر غدا"- يعني نهاوند-.
قالوا-ِ: "أنت أفضل رأياً وأحسن مقدرة".
فقال: "أما والله لأولينَّ أمرهم رجلاً ليكوننَّ أول الأسنة إذا لقيها غدا".
فقيل:" من يا أمير المؤمنين " ؟
قال: "النعمان بن مقرن ".
فقالوا:"هو لها-".
أرسل الفاروق إلى النعمان بن مقرن- رضي الله عنه-، يأمره بالمسير إلى نهاوند لمواجهة جموع المجوس هناك، وأوصاه بالمسلمين خيرا قال: "... لا توطئهم وعرا فتؤذيهم، ولا تمنعهم حقهم، ولا تدخلنهم غيضة، فإن رجلا من المسلمين أحب إلي من مائة ألف دينار . . "
سار النعمان إِلى حيث أمره الفاروق- رضي الله عنهما- حتى بلغ نهاوند، وجرت مناوشات بين المسلمين والمجوس فلما أحس المجوس بحرج موقفهم، تحصنوا داخل- المدينة خلف الخنادق والأسوار.
كيف استدرج المسلمون المجوس خارج حصر؟ أعلى
وهنا جاء دور "الشورى " إذن أن النعمان- رضي الله عنه- خشي أن يطول الحصار، لأن المجوس لا يجرءون على الخروج لمواجهة المسلمين، فجمع أهل الرأي والمشورة واستشارهم في الأمر الذي يخرج المجوس من حصونهم لمناجزتهم.
فأشار عليه طليحة بن خويلد- رحمه الله- بأن يرسل طليعة من المسلمين، تستفز المجوس، وتغيظهم، فإذا ما غضبوا خرجوا لمواجهتها، وعندها يظهر المسلمون الانهزام أمام المجوس مما يجعل المجوس يلاحقونهم ظناً منهم أنهم هزموا، فإذا ما وصلت الطليعة المسلمة إلى بقية المسلميـن أظهروا الانهزام كذلك، حتى يبعد المجوس عن حصونهم وخنادقهم، عندها يكر المسلمون عليهم، ويحملون " حتى يقضي الله فيهم وفينا ما أحب " بهذه الكلمة ختم طليحة كلامه.
وأقر الجميع هذا الرأي بعد أن رأى اقتنعوا بجدواه، ثم أمر النعمان- رضي الله عنه- القعقاع بن عمرو-
رضى الله عنه- ليقوم مع نخبة من المسلمين بهذه المهمة.
وقد نجحت الخطة واستطاع القعقاع ومن معه أن يستدرجوا المجوس والقعقاع يتراجع أمامهم فيصيحون "هي. هي " يعنى الهزيمة.
أخذ المجوس يطاردون القعقاع ومن معه حتى وصلوا إلى معسكر المسلمين، واستكمالا لخطة الاستدراج تراجع المسلمون حتى لم يشك المجوس في هزيمتهم فأمعنوا في المطاردة حتى بعدوا عن نهاوند .عندها كر المسلمون عليهم ، وثبتوا في مواقعهم ينتظرون الإذن من القائد ببدء القتال، وكان النعمان- رضي الله عنه- قد أمرهم أن لا يبدؤوا القتال حتى يأذن لهم بذلك وأخذ المجوس يرمون المسلمين حتى أثخنوهم بالجراحات والمسلمون ينتظرون الإذن من قائد هم .
قد يقول قائل: وماذا ينتظر النعمان وقد أثخن المسلمون بالجراح لم لا يأذن لهم؟
وهنا نرى الإجابة للنعمان- رضي الله عنه- قال: ما منعني من أن أنا جزهم يعني المجوس- إلا شيء شهدته من- رسول الله صلى الله عليه وسلم- أن رسول اللّه كان إذا غزا فلم يقاتل أول النهار، لم يعجل حتى تحضر الصلاة- صلاة الظهر- وتهب الأرواح- الرياح- ويطيب القتال، فما منعني إلا ذلك ".
كان النعمان- رضي اللّه عنه- يدرك أن المسلمين إنما ينصرون على أعـدائهم بطاعتهم لله وأتباعهم رسـوله - صلى اللّه عليه وسلم- واهتدائهم بهديه، لذلك أراد أن لا يبدأ القتال حتى تزول الشمس اقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم .
بدء القتال وسير المعركة أعلى
فلما قربت ساعة الزوال حدد النعمان لجنده لحظة القتال، حيث سيكبر ثلاث تكبيرات يكون بدء القتال بعد الثالثة، بعد أن يكونوا قد أخذوا أهبتهم لذلك.
ثم قال النعمان- رضي الله عنه-: "اللهم اعزز دينك، وانصر عبادك، واجعل النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك ونصر عبادك، اللهم إني أسألك أن تُقِرّ عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام،- ثم التفت إلى المسلمين وقال-: آمنوا يرحمكم الله ".
فبكى الناس، وكيف لا يبكون قائداً كالنعمان أيقنوا برحيله عنهم ، إذ أن النعمان كان مستجاب الدعوة.
كما أن كلمات النعمان هذه أذكت روح الاستبسال في جنده، فصاروا كلهم يطلب الشهادة، وخيم على المسلمين جو روحاني .
يقول المغيرة بن شعبة- رضي الله عنه-: "واللّه ما علمت من المسلمين أحداً يومئذ يريد أن يرجع إلى أهله حتى يقتل أو يظفر كبَّر النعمان- رضي الله عنه- التكبيرة الأولى فاستعد المسلمون وتأهبوا ثم كبر الثانية فلم يبق لأحد أهبة فلما كبر النعمان الثالثة اندفع المسلمون وفي مقدمتهم النعمان، يقول ابن كثير رحمه الله: (وجعلت راية النعمان تنقض على الفرس كانقضاض العقاب على الفريسة حتى تصافحوا بالسيوف، فاقتتلوا قتالا لم يعهد مثله في موقف من المواقف المتقدمة، ولا سمع السامعون بوقعة مثلها، قتل من المشركين ما بين الزوال إلى الظلام من القتلى ما طبق وجه الأرض دما. . ".
فلما لاحت بوادر النصر، زلقت فرس النعمان به فوقع وجاءه سهم في خاصرته، وبذلك نال الشهادة التي طلبها ودعا الله أن ينيله إياها، وهكـذا فقـد كان أول الأسنـة وفي مقدمة الصف كما توقع منه عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، استشهد النعمان وقد قرَّعينا بعد أن لاحت بوادر النصر.
ولكن هل تسقط راية الإسلام، التي كان يحملها النعمان؟ هل تسقط بموته؟ كلا.
فها هو نعيم بن مقرن- رضي الله عنه-، يسارع إلى حملها، وسلمها إلى حذيفة بن اليمان- رضي الله عنه-، وأخفي نبأ استشهاد النعمان عن جنده لئلا يفت في عضدهم، وقد كانوا يكنون له صادق الحب، وتسلم حذيفة الراية، وكان عمر- رضي الله عنه- قد عينه في القيادة خلفا للنعمان في حال استشهاده، ليقود المسلمين خلفا للقائد الشهيد، انتهت المعركة بانتصار المسلمين، وانطلق البشير يحمل البشرى إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-.
قال: ابشر يا أمير المؤمنين، بفتح أعزَّ الله به الإسلام، وأذل به الكفر وأهله.
فحمد عمر الله عز وجل، ثم قال: آلنعمانْ بعثك ؟.
قال البشير: احتسب النعمان يا أمير المؤمنين. فبكى عمر واسترجع وقال: ومن ويحك؟
قال البشير: فلان وفلان… وآخرين يا أمير المؤمنين لا تعرفهم ، فبكى عمر وقال: لا يضرهم ألا يعرفهم عمر ولكن الله يعرفهم، وقد أكرمهم الله بالشهادة، وما يصنعون بمعرفة عمر؟
دروس من نهاوند أعلى
وهكذا انتصر المسلمون في نهاوند، ولعلنا نلمس بعضاً من الدروس والعبر من هذه الموقعة.
فمنها:
1- أن التزام شرع الله والاهتداء بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، يأتي دائمـاً وأبدا في مقدمة العوامل والأسباب الجالبة للنصر.
[من أين أخذنا هذا الدرس في معركة نهاوند؟؟] فإذا فرط في ذلك المسلمون وأهملوه وعملوا بمعاصي الله وتركوا شرعه عندها لا ينتصرون.
2- قيادة مؤمنة واعية ، وجند مخلص تقي كلهم يفدي دين الله بنفسه وأهله وماله [ راجع دعاء النعمان ، وكلمة المغيرة بن شعبة] " والله ما علمت من المسلمين أحدا يومئذ يريد أن يرجع إلى أهله حتى يقتل أو يظفر " . ما علمت من المسلمين أحدا يومئذ يريد أن يرجع إلى أهله حتى يقتل أو يظفر .
3- الطاعة والإنضباط من الجند حيث أن المسلمين رغم أن المجوس أثخنوهم بالجراحات إلا أنهم لم يبدؤوا القتال حتى أذن لهم قائد هم
4- الرحمة والـبر من القائد بجنده" لا توطئهم وعرا فتؤذيهم، ولا تمنعهم حقهم.
5- أن الفرد المسلم هو ثروة الأمة الحقيقية والقائد الصالح لا يفرط فيه ولا يعرضه للمهالك في غير ما مصلحة للإسلام والمسلمين ولنتأمل
كلمة القائد المسلم الفاروق "... ولا تدخلنهم غيضة، فإن رجلا
من المسلمين أحب إِليَّ من مائة ألف دينار) يا لله يا عمر ما أروع
هذا الحب بين القائد وجنده، وبين الراعي ورعيته.
نتيجة المعركة أعلى
لعل أهم نتائج هذه المعركة أنه لم تقم بعدها للمجوس قائمة وتتابع الفتح الإسلامي لبلاد فارس، ففتحت همدان، والري، وقومس، وجرجان، وطـبرستان، ولا زال الفتح يتتابع، حتى قتل آخر ملوك المجوس " يزدجر " في أيام الخليفة الراشد: ذي النورين عثمان بن عفان - رضي عنه- وذلك عام 31 هـ ، فلا غرو أن تسمى هذه المعركة " فتح الفتوح" .
وهكذا تمزق ملك كسرى، في مدة وجيزة وكان ذلك استجابة من الله تعالى لدعاء نبيه- صلى اللّه عليه وسلم- وذلك حين علم أن كسرى مزق رسالته التي أرسلها- صلى الله عليه وسلم- يدعوه فيها إلى الإسلام.
قال تعالى: {وَكم قصمنَا مِن قَرية كانتَ ظَالِمَة وَأنشَأنَا من بَعدَهَا قَوما ءاخرين} .(3)
أثر الفتح الإسلامي في بلاد الفرس - أعلى
كان انتصار المسلمين على الفرس مبدأ عهد جديد في تاريخهم فلقد حمل المسلمون الفاتحون معهم مبادئ الإسلام خالصة نقية إلى هذه البلاد وطبقوا أحكامه بين الناس، فسعد به فقيرهم وغنيهم ، واسترد المظلومون حقوقهم فأبصروا النور بعد طول ظلام وانتشر علم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فاستقامت العقائد والأعمال، وسادت العدالة الإسلامية، والأخلاق القويمة.







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتوحات الاسلامية في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بنات رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (زينب بنت رسول الله)
» قصة رائعة..بطلها سيدنا عمر بن الخطاب
» قصة رائعة..بطلها سيدنا عمر بن الخطاب
» الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وايامه(باب: مناقب عمر بن الخطاب، أبي حفص، القرشي، العدوي، رضي الله عنه.)
» بنات رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (فاطمة الزهراء)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: