معركة الكرامة ورئاسة منظمة التحرير

معركة الكرامة ورئاسة منظمة التحرير

وفي تلك المرحلة، بدأ نجم عرفات في البزوغ كزعيم سياسي فلسطيني ثائر، غير أن نجمه لمع أكثر في الأردن حيث كانت توجد أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين هجروا عام 1948 و1967، فتوفر المناخ لعرفات كي يقوم بتدريب أفراد من قوات فتح التي عرفت باسم "العاصفة"؛ وهو ما شجعه في الأمد القريب على تنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية من خلال التسلل عبر الحدود الأردنية إلى الأراضي المحتلة، أو من خلال استهداف الدوريات الإسرائيلية العاملة على الشريط الحدودي.
وقامت عناصر العاصفة بشن هجمات على إسرائيل من الأردن ولبنان وقطاع غزة الذي كان يخضع للحكم المصري.
وبعد حرب عام 1967 التي ألحقت فيها إسرائيل الهزيمة بالجيوش العربية، واستولت على القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء وهضبة الجولان، قامت جماعات المقاومة الفلسطينية بتكثيف أنشطتها ضد الاحتلال الاسرائيلي. ولم يبق في ساحة القتال ضد إسرائيل سوى حركة فتح.
وقد اكتسب عرفات المزيد من الشهرة كقائد عسكري ميداني في عام 1968 عندما قاد قواته في القتال دفاعاً عن بلدة "الكرامة" الأردنية أمام قوات إسرائيلية أكثر عدداً وأقوى تسلحاً.
وزرعت معركة الكرامة الإحساس بالتفاؤل بين الفلسطينيين، كما أدت لارتفاع راية قوى التحرر الوطني الفلسطينية بعد فشل الأنظمة العربية في التصدي لإسرائيل.
وبعد مضي عام على معركة الكرامة اختير عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أسستها جامعة الدول العربية عام 1965.
حطام احدى الطائرات التي اختطفت الى الاردن قبل ايلول الاسود
ايلول الأسود والانتقال الى لبنان
في العام 1970 هاجم الجيش الأردني القوات الفلسطينية في الأردن بعد أن خطف رجال المقاومة أربع طائرات ركاب إلى مطار في صحراء المملكة، ووقعت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن سقوط ضحايا من كلا الجانبين وعرفت بأحداث "أيلول الأسود"، وبعد وساطات عربية قررت المقاومة الفلسطينية في العام التالي الخروج من الأردن والانتقال إلى لبنان بعد أن نجحت مصر في إنقاذ عرفات من الموت المحقق في عمان وتهريبه سرا إلى القاهرة حيث حضر القمة العربية في سبتمبر 1970، فكانت أول قمة عربية تسلط فيها بقوة أضواء وفلاشات الكاميرات عليه.
معركة الكرامة
20/3/1968م معركة الكرامة
حيث كانت توجد أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين هُجِّروا الى الأردن سنتي 1948 و1967، فتوفر المناخ لعرفات كي يقوم بتدريب أفراد من قوات فتح التي عرفت باسم "العاصفة"، وهو ما شجعه في الأمد القريب على تنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية من خلال التسلل عبر الحدود الأردنية إلى الأراضي المحتلة، أو من خلال استهداف دوريات قوات الاحتلال العاملة على الشريط الحدودي.
وقامت عناصر "العاصفة" بشن هجمات على أهداف إسرائيلية انطلاقاً من الأردن ولبنان وقطاع غزة الذي كان يخضع للإدارة المصرية.
وبعد حرب سنة 1967 التي ألحقت فيها الدولة العبرية هزيمة مدوية بالجيوش العربية، واستولت على القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء وهضبة الجولان دفعة واحدة؛ قامت جماعات المقاومة الفلسطينية بتكثيف أنشطتها ضد الاحتلال الإسرائيلي. ولم يبق في ساحة القتال ضد إسرائيل عملياً سوى حركة فتح ومجموعات صغيرة إلى جانبها.
ومع تصاعد نشاط قوات الثورة الفلسطينية في الاردن ضد اسرائيل قررت هذه الاخيرة إن تقوم بما يكفل لها تدمير قواعد الفدائيين الفلسطينيين والحيلولة دونهم ومهاجمتها من خلال الحدود الطويلة ما بين فلسطين المحتلة والاردن .
كانت الكرامة موقعا لمركز القيادة العامة الفلسطينية للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الاسرائيلي وكانت القواعد العسكرية بسيطة تضم مبان صغيرة ومكاتب ومخازن واماكن للنوم .
وفي هذا السياق وقع الهجوم الاسرائيلي على قرية الكرامة التي تقع في وادي الاردن وتبعد مسافة اربعة كيلو مترات عن ضفة نهر الاردن والتي تحتل واد تحيط به اراض جبلية ضخمة قاحلة وسمراء .
حيث قام الصهاينة بدفع رتل من دباباتهم عبر جسري دامية وأللنبي (عبد الله والحسين )وبواسطة الجسور المتحركة وقاموا بانزال مظليين مكثف تحت غطاء من القصف المدفعي وفي عمان تدافع شباب فتح التي اختارت وحدها المواجهة بينما تذرع الاخرون بالقول إن الثورة ليست جيشاكي تواجه وانما هي تمارس نضالها حسب مبدأ الكر والفر .
وتدافع الشباب إلى قادة الحركة في عمان وحملوا السلاح وجروا مسرعين في اتجاه الكرامة وقد تدخل الجيش الاردني بقصف مدفعي عنيف بتدمير الجسر على نهر الاردن وكذلك بملاحقة دبابات العدو التي كانت تفرش ارض الاغوار الممتدة ما بين الجسرين الرئيسيين (عبد الله والحسين )حيث المواجهة الدامية بين العدو وثوار فتح وبعض وحدات جيش التحرير الفلسطيني المرابط في الاغوار .
في مساء 21/3/1968م حيث انسحبت بقايا دبابات العدو بمساعدة الغطاء الجوي ولاول مرة في التاريخ الحروب العربية والاسرائيلية يترك الصهاينة وراءهم دباباتهم المحطمة المتناثرة على ارض المعركة وفيها بقايا ضباطهم وجنودهم المحترقين ومعهم جميعا.
تحطمت واحترقت امال رئيس حكومة العدو (ليفي اشكول) الذي كان يقف وراء التلال في الضفة الاخرى غربي النهر ومعه عشرات الصحفيين الغربيين الذين استقدمتهم حكومة الصهاينة ليشهدوا اكبر واشهر مشهد اعلامي مثير حيث سيرون بعد ساعات قادة الحزبين (كما يدعون )مصفدين بالاغلال وقد أحضرهم جيش الاعداء مأسورين .
ومات اشكول حزنا وكمدا بسبب نتيجة المعركة وخيبة الامل التي مني بها وقيل انه توفي متأثرا بجراح أصابته اثر تبادل القصف المدفعي وكانت معركة الكرامة بحق اروع نصر عربي سجله المخلصون ضد الصهاينة المتغطرسين الذين دمرهم جنون العظمة وحيث استشهد القائد الميداني ابي الشريف وقرابة مائة من خيرة شباب فتح وكانت تجربة الانفاق التي مارسها صلاح التعمري قائد الاشبال مما جعله ينجو معظم اشباله من القتل والاسر وسقط من الجيش الاردني قرابة اربعة وعشرين شهيدا ومن قوات التحرير الشعبية حوالي ستة وعشرين شهيدا.
رحم الله شهداء الكرامة الذين سطروا اول واعظم نصر عربي في تاريخ الصراع مع الصهاينة المتغطرسين المغتصبين .
في مساء 22/3/1968م بدات دبابات العدو تجوب شوارع الكرامة وكان الاخ أبو عمار يدير المعركة ويوجه الشباب بجهاز لاسلكي وتم تدمير الدبابات واحتراقها وخلت شوارع الكرامة من الصهاينة الذين بداوا يتراجعون مما جعلها دسما لمدافع البازوكا والآربي جي وسقط لنا شهداء اعزاء لكن كانت خسارة العدو كبيرة في الارواح والاليات.
وفجاة بدات مدافع الجيش الاردني تدخل المعركة حيث راحت تدك الجسور الثابتة والمتحركة على نهر الاردن لمنع وصول امدادات لجيش الغزاة بينما تركت الاليات في غور الكرامة تحت رحمة مدافع الميدان وقنابل شبابنا كانت اكثر من مائتي دبابة والحمد لله لقد حبانا الله سبحانه وتعالى باجمل واروع نصر لم نكن نحلم به .
وقد اصيب الاخ أبو عمار بخدوش كثيرة في يديه وساقيه وبطنه حيث ساهمت القوات العراقية بالمضادات الجوية مما حرم الاعداء من مشاركة طائراته بفاعلية
وفي ظهر يوم 23/3/1968م تم تشييع بكل من فيه من شهداء فتح الابرار بينما في اليوم السابق تم تشييع الشهداء من الجيش الاردني ومن قوات التحرير الشعبية .
رحم الله هؤلاء الابطال الغر الميامين وسيذكر التاريخ بالفجر والاعتزاز القائد الاردني الشجاع اللواء مشهور حديثه الذي امر مدافع الجش الاردني بالتصدي لبابات العدو وكذا بتدمير دباباته وآلياته مما جعل الملك حسين ملك الاردن يهتف فرحا يوم نصر الكرامة وهو يودع الشهداء الابرار (كلنا فدائيون) .
وكانت الفرحة غامرة بين القائد أبو عمار و أبو اللطف وابو اياد وا بو صبري وغيرهم مما شارك في هذا النصر العظيم المشرف .
كان النصر الفلسطيني في الكرامة حدثا دوليا غطته جميع وسائل الاعلام على امتداد العالم باته انباء النصر وممجدة الثورة الفلسطينية , وكان لهذا النصر إن يزود حركة فتح بقوة دفع نفسية مكنتها منالنو و الاتساع , ومن تسلم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ؛ فعقب هذه المعركة , هرع الشباب الفلسطيني للانتماء إلى الثورة الفلسطينية التي اخذ صيتها ينتشر في كل انحاء العالم وبدأ الشباب العربي والقوى السياسية العربية وأحرار العالم يجدون فيها ما يستحق كل الدعم وكل التأييد عوضا عن اقتلاع قواعد الثورة من الاردن كما كانت اسرائيل تريد وتسعى انتشرت هذه القواعد وتعمق حضورها فيه وتصاعدت فاعليتها ضد الاحتلال الاسرائيلي محاطة بمؤازرة الشعبين الفلسطيني والاردني واستعداد ابنائهما للتضحية من اجل قضيتهم العادلة وأخذت قواعد الثورة الفلسطينية في التمدد والاتساع حيث اقيمت قواعد ومعسكرات جديدة في سوريا ولبنان واصبحت هاتان الساحتان اضافة إلى الساحة الاردنية مجالا حيويا لانطلاق العمل الوطني والثوري الفلسطيني ضد اسرائيل .

» معركة الكرامة
» منظمة التحرير الفلسطينية
» تكملة لتاسيس منظمة التحرير
» قيام منظمة التحرير الفلسطينية
» الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير واسرائيل