ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 قصة سيدنا يعقوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قصة سيدنا يعقوب Empty
مُساهمةموضوع: قصة سيدنا يعقوب   قصة سيدنا يعقوب Emptyالجمعة أبريل 03, 2015 7:06 am

قصة سيدنا يعقوب 0315_11687be3e0c31
قصة سيدنا يعقوب
يعقوب عليه السلام هو أحد الأنبياء الذين بعثهم الله لهداية قوم إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم)، وتمّ ذكره في القرآن والتوراة، دوره كان كبيراً في تشكيل العهد القديم بسفر التكوين.
بعد 20 سنة زواج سيدنا إسحاق وزوجته رفقة، رزقوا بتوأم (عيسو ويعقوب)، كانت رفقة قد تعبت من حملها بسبب حركة الطفلين في رحمها ولكن بعد ذلك عرفت بأنها حامل بتوأم وكانا الطفلين مختلفين عن بعضهما البعض في كل شئ في الشكل والمظهر والتصرفات والميول.
وسُمّي يعقوب بإسم( إسرائيل)، وتم نزول يعقوب بعد عيسو ولهذا سُمّي ياكوف ومعناه الكعب،
وبعد مدّة من الزمن كبُر الشابين، و تعرّضوا لنفس ما تعّرض له أبوهم إسحاق وجدهم إبراهيم، وفي يوم كان عيسو جائع جداً ولا يجد ما يأكله فقام بالتنازل عن بكوريته لأخيه مقابل الطعام ، وهذا يدل على رفض وإحتقار عيسو للأعراف والتقاليد (وإمتيازات البكورية كانت: مقدار ورثه يكون أعلى، منصب في العائلة، مرتبة كبيرة في العائلة، والتيمُّن الإبراهيمي.
عندما أصبح الأب إسحاق أعمى البصر، أراد أن يقيم حفلة ليبارك فيها إبنه الأكبر، وقررت رفقة أن يقوم إسحاق بمباركة يعقوب بدون علمه، كان عيسو يصطاد وعمل يعقوب على أخذ جلد النعاج ووضعه على جسمه، وقام بتبريكه وبعد الإنتهاء من التبريك أتى عيسو وإكتشف الخدعة التي قاموا بعملها مع أمه وحصل على بركة أقل وقرر قتل اخيه.
بعد إحساس الأم بنية ولدها عيسو تجاه أخيه يعقوب طلبت منه أن يهرب إلى خاله وأيضاً ليتزوج بنت من بنات خاله وأحبّ البنت الصغرى له وعمل لدى خاله سبع سنين ليحصل عليها وقام الأب بتبديل الصغرى بالفتاة الكبرى ، ولكنه بعد ذلك طلب من خاله العمل لدى خاله سبع سنين أخرى حتى يحصل على راحيل، وأنجبت ليا ست أطفال وراحيل كانت عاقراً وقام بالزواج من جارية راحيل وأنجبت له دان ونفتالي، وبعدها تزوج من جارية ليئة يوسف وبنيامين.
أراد بعدها يعقوب بأن يرحل من عند لابان (خاله) هو وزوجته واولاده ولكن لابان رفض وعقد إتفاق معه أنه إذا أنجبت النعج المنقط يكون ليعقوب وعمل خدعة جميلة وهي جعل كل النعاج الغير منقط بالنظر للمنقط ويتوحم عليه وأصبح كل النعاج مقطة وأصبحت كل المواشي ملك ليعقوب وبعدها رحل مع زوجته وأطفاله.
ونحنُ ميقنون من ان الأنبياء والرسل هم معصومون من الله فلا يجوز بأي حال من الأحوال نسب الكذب والخداع والغش والخيانة أو أي فعل ناقص يتنافى مع صفاتهم، وقد ورد اسم النبي يعقوب في 16 موضع في القرآن الكريم.
كان للنبي يعقوب احد عشر ولداً، من نساء متعددين ولكن الأحب إلى قلب يعقوب زوجته راحيل.
وبعد فترة طويلة من الزمن عاد يعقوب لأبيه إسحاق، وأقام بقرية حبرون في كنعان بجوار والده، ثم سكن إبراهيم وبعدها مرض إسحاق ومات وهو عمره 180 عام.
وأبنائه قاموا بدفنه العيص ويعقوب مع أبيه إبراهيم عليه السلام.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قصة سيدنا يعقوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا يعقوب   قصة سيدنا يعقوب Emptyالجمعة أبريل 03, 2015 7:07 am


نبي الله يعقـــوب ـ عليه السلام
نبذة:
ابن إسحاق يقال له "إسرائيل" وتعني عبد الله، كان نبيا لقومه، وكان تقيا وبشرت به الملائكة جده إبراهيم وزوجته سارة عليهما السلام وهو والد يوسف.
سيرته:
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.. اسمه إسرائيل.. كان نبيا إلى قومه.. ذكر الله تعالى ثلاث أجزاء من قصته.. بشارة ميلاده.. وقد بشر الملائكة به إبراهيم جده.. وسارة جدته.. أيضا ذكر الله تعالى وصيته عند وفاته.. وسيذكره الله فيما بعد -بغير إشارة لاسمه- في قصة يوسف.
نعرف مقدار تقواه من هذه الإشارة السريعة إلى وفاته.. نعلم أن الموت كارثة تدهم الإنسان، فلا يذكر غير همه ومصيبته.. غير أن يعقوب لا ينسى وهو يموت أن يدعو إلى ربه.. قال تعالى في سورة (البقرة):
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) (البقرة)
إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في ساعة الموت ولحظات الاحتضار، مشهد عظيم الدلالة.. نحن أمام ميت يحتضر.. ما القضية التي تشغل باله في ساعة الاحتضار..؟ ما الأفكار التي تعبر ذهنه الذي يتهيأ للانزلاق مع سكرات الموت..؟ ما الأمر الخطير الذي يريد أن يطمئن عليه قبل موته..؟ ما التركة التي يريد أن يخلفها لأبنائه وأحفاده..؟ ما الشيء الذي يريد أن يطمئن -قبل موته- على سلامة وصوله للناس.. كل الناس..؟
ستجد الجواب عن هذه الأسئلة كلها في سؤاله (مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي). هذا ما يشغله ويؤرقه ويحرص عليه في سكرات الموت.. قضية الإيمان بالله. هي القضية الأولى والوحيدة، وهي الميراث الحقيقي الذي لا ينخره السوس ولا يفسده.. وهي الذخر والملاذ.
قال أبناء إسرائيل: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا، ونحن له مسلمون.. والنص قاطع في أنهم بعثوا على الإسلام.. إن خرجوا عنه، خرجوا من رحمة الله.. وإن ظلوا فيه، أدركتهم الرحمة.
مات يعقوب وهو يسأل أبناءه عن الإسلام، ويطمئن على عقيدتهم.. وقبل موته، ابتلي بلاء شديدا في ابنه يوسف.
هاجر يعقوب عليه السلام من أرض كنعان إلى شمالي الجزيرة الفراتية من فدان آرام (حران) عند خاله لابان.مكث يعقوب عليه السلام في حران ردحاً من الزمن تزوج خلالها من ابنة خاله لابان ثم عاد إلى أهله بعد أن رزقه الله تعالى عشرة من الذكور من ابنة خاله وغيرها.
-بعد عودة يعقوب عليه السلام إلى أرض كنعان (يبوس) رزقه الله بولدين من الذكور هما: (يوسف وشقيقه بنيامين) فأصبح مجموع أولاده 12 ولداً ثم كانت رسالته عليه السلام متممة لرسالة والده إسحاق وجده إبراهيم عليهم السلام في مجال الدعوة إلى الله تعالى.
- حينما أكرم الباري تعالى يوسف بالنبوة والمنصب (وزير مالية مصر أيام الهكسوس البدو الرعاة) ذهب يعقوب وأولاده إليه في مصر وتعرفوا عليه وعفا عن إخوته وعما فعلوه بأهلهم أجمعين.كما هو مبسوط في سورة يوسف.
-وبذلك دخل بنو إسرائيل مصر وبقوا فيها مدة من الزمن توفي خلالها نبي الله يعقوب فنقل جثمانه بعد ذلك إلى الخليل ودفن فيها.
من حياة سيدنا "يـــــــعــــــقـــــوب" عليه السلام
عاش 147سنه توفي في مصر. وتنفيذا لوصيته نقله ابنه يوسف إلى الخليل


* وصية يعقوب عليه السلام لبنيه في القرآن الكريم:
-قال تعالى: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة133.
* وصية يعقوب وموته في العهد القديم:
- هؤلاء كلهم أسباط إسرائيل الإثنا عشر. وهذا ما قاله لهم أبوهم حين باركهم كل واحد وفق ما يناسبه من البركة29.
-وأوصاهم قال: أموت الآن وأنضم إلى آبائي. ادفنوني مع آبائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي30 المغارة التي في حقل المكفيلة تجاه ممرا في أرض كنعان.تلك التي اشتراها إبراهيم مع الحقل من عفرون الحثي لتكون ملكاً لقبر 31 هناك دفن إبراهيم عليه السلام وسارة امرأته. وهناك دفن إسحق ورفقة امرأته. وهناك دفنت ليئة 32 شراء الحقل والمغارة التي فيه كان من بني حث 33.
-فلما فرغ يعقوب من وصيته لبنيه ضم رجليه على السرير وأسلم الروح وانضم إلى آبائه.
* الخليل (حبرون):
-أطلق الكنعانيون عليها اسم أربع نسبة إلى ملكها العربي الكنعاني أربع المنتمي إلى قبيلة العناقيين ثم عرفت باسم جدرن أو جبري.
-ولما اتصلت المدينة ببيت إبراهيم على سفح جبل الرأس المقابل له، سميت المدينة الجديدة بالخليل نسبة إلى خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، ولما توفيت زوجته سارة دفنها في مغارة المكفيلة بالخليل.
-وأصبحت هذه المغارة مدفناً لإبراهيم وزوجته سارة وإسحق وزوجته رفقة ويعقوب ويوسف عليهم السلام.
-وفي عهد المسيح عليه السلام بني حول هذه القبور سور يحيط بها وسميت المنطقة بقرية بيت إبراهيم الخليل عليه السلام.
أبناء يعقوب بن اسحق.
بئر يعقوب عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قصة سيدنا يعقوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا يعقوب   قصة سيدنا يعقوب Emptyالجمعة أبريل 03, 2015 7:08 am


قصة سيدنا يعقوب عليه السلام )لابن كثير)
قد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل عليه السلام، وقال تعالى: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} [مريم: 49-50].
حياة يعقوب عليه السلام في فقرات:
(أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياته عليه السلام ما يلي: هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وأمه (رفقة) بنت بتوئيل بن ناحور بن آزر "تارح". ويعقوب "إسرائيل" عليه السلام هو أبو الأسباط الإثني عشر، وإليه ينسب شعب بني إسرائيل، وقد جاء عند أهل التوراة أن الله سماه إسرائيل. ففي الإِصحاح (32) من سفر التكوين أنّ الملك الذي صارعه حتى الفجر سماه "إسرائيل" وقال له: لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت.
ذكر المؤرخون أنه ولد في مهجر الأسرة الإِبراهيمية في أرض الكنعانيين "فلسطين"، وشب في كنف أبيه إسحاق، ثم سافر إلى خاله (لابان بن بتوئيل بن ناحور) المقيم في "فدان آرام" من أرض بابل "العراق" وأقام عنده. وكان للابان ابنتان هما: (لَيْئة") وهي الكبرى، و(راحيل) وهي الصغرى، فخطب يعقوب من خاله بنته الصغرى راحيل، فوافقه خاله مقابل أن يخدمه سبع سنين، ولكن خاله أدخله على ليئة البنت الكبرى بدلاً من راحيل التي خطبها واختارها، فكلم خاله في ذلك فقال له: اخدمني سبع سنين أخرى لأزوجك من راحيل أيضاً، فخدمه وجمع بين الأختين، ولم يكن الجمع بين الأختين في شريعتهم محرماً.
وكان لكل من الأختين ليئة وراحيل جارية، فتزوج يعقوب بهما أيضاً، وهما بِلْهة جارية راحيل، وزِلْفَة جارية ليئة. وبذلك صار عنده أربع نسوة، وقد ولدن له أولاده الاثني عشر.
أما لَيْئة: فقد ولدت له ستة أولاد، وهم: -1 رأوبين "وهو الولد البكر ليعقوب" 2- شمعون 3- لاوي "ومن نسله موسى عليه السلام" 4- يهوذا "ومن اسمه أخذت كلمة يهود" 5- يسّاكر6- زبولون.
وأما راحيل: فقد ولدت له ولدين، هما: -1 يوسف "عليه السلام" 2- بَنْيامين.
وأما بِلهة جارية راحيل: فقد ولدت له ولدين أيضاً هما: -1 دان 2- نفتالي.
وأما زِلْفَة جارية لَيْئَة: فقد ولدت له ولدين أيضاً هما: -1 جاد 2- أشير. وهؤلاء هم أولاده الاثنا عشر، وكان كل واحد منهم أباً لسبط من أسباط بني إسرائيل.
قالوا: وكل أولاده قد ولدوا له وهو في "فدان آرام" عند خاله يرعى له الغنم مهراً لابنتيه، إلا بنيامين فقد ولد له بعد أن رجح إلى مهجر الأسرة الإِبراهيمية في أرض الكنعانيين. قالوا: وقد ساق معه من غنم خاله نتاج سنة لدى عودته إلى مهجر الأسرة مع زوجاته وأولاده، وقد ابتلي عليه السلام بفراق ابنه يوسف - كما سيأتي - ثم اجتمعا في مصر، وتوفي بعد (17) سنة لما بلغ من العمر (147) سنة.
وقد أوصى يعقوب ابنه يوسف أن يدفنه مع أبيه إسحاق، ففعل يوسف ذلك، وسار به إلى الشام ودفنه عند أبيه في المغارة بحبرون "مدينة الخليل".
(ب) وقد عرض القرآن الكريم إلى جوانب يسيرة من حياة يعقوب عليه السلام في عدد سور، وأهمها النقاط التالية:
-1 إثبات نبوته ورسالته، وأن الله أوحى له وأنزل إليه طائفة من الشرائع، وجعله من الصالحين ومن المصطَفَين الأخيار.
-2 وصيَّته لبنيه بقوله: {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 132].
-3 امتنان الله على جده إبراهيم بميلاده من وراء إسحاق وبجعله نبياً.
-4 مشاهد مما جرى له من جرّاء حسد أولاده لأخيهم يوسف، وإلقائهم إياه في الجب، وادعائهم أن الذئب أكله، وشدة حزنه على فراقه، ثم انتقاله إلى مصر بعد أن صار يوسف عليه السلام حاكماً على خزائن الأرض فيها، وذلك ما تضمنته قصة يوسف المبسوطة في القرآن المجيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قصة سيدنا يعقوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا يعقوب   قصة سيدنا يعقوب Emptyالجمعة أبريل 03, 2015 7:09 am

إسحاق و يعقوب عليهما السلام
ذكر إسحاق بن إبراهيم الكريم بن الكريم عليهما الصلاة والتسليم (1) قد قدمنا أنه ولد ولابيه مائة سنة، بعد أخيه إسماعيل بأربع عشرة سنة.
وكان عمر أمه سارة حين بشرت به تسعين سنة.
قال الله تعالى: " وبشرناه بإسحق نبيا من الصالحين * وباركنا عليه وعلى إسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ".
وقد ذكره الله تعالى بالثناء عليه في غير ما آية من كتابه العزيز.
وقدمنا في حديث أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ".
وذكر أهل الكتاب أن إسحاق لما تزوج " رفقا " بنت بتواييل (2) في حياة أبيه، كان عمره أربعين سنة، وأنها كانت عاقرا فدعا الله لها فحملت، فولدت غلامين توأمين: أولهما اسمه (3) " عيصو " وهو الذى تسميه العرب " العيص "، وهو والد الروم.
والثانى خرج وهو آخذ بعقب أخيه فسموه " يعقوب " وهو إسرائيل الذى ينتسب إليه بنو إسرائيل.
قالوا: وكان إسحاق يحب عيصو أكثر من يعقوب ; لانه بكره.
وكانت أمهما " رفقا " تحب يعقوب أكثر ; لانه الاصغر.
(1) ا: عليهما السلام (2) ا: ثوابل (3) ط: سموه (*)
قالوا: فلما كبر إسحاق وضعف بصره اشتهى على ابنه العيص طعاما، وأمره أن يذهب فيصطاد له صيدا ويطبخه له ; ليبارك عليه ويدعو له.
وكان العيص صاحب صيد، فذهب يبتغى ذلك، فأمرت " رفقا " ابنها يعقوب أن يذبح جديين من خيار غنمه، وينصع منهما طعاما كما اشتهاه أبوه، ويأتى إليه به قبل أخيه ليدعو له، فقامت فألبسته ثياب أخيه، وجعلت على ذراعيه وعنقه من جلد الجلديين ; لان العيص كان أشعر الجسد ويعقوب ليس كذلك.
فلما جاء به وقربه إليه قال: من أنت ؟ قال: ولدك (1).
فضمه إليه وجسه وجعل يقول: أما الصوت فصوت يعقوب، وأما الجس والثياب فالعيص.
فلما أكل وفرغ دعا له أن يكون أكبر إخوته قدرا، وكلمته عليهم وعلى الشعوب بعده، وأن يكثر رزقه وولده.
فلما خرج من عنده جاء أخوه العيص بما أمره به والده فقربه إليه، فقال له: ماهذا يا بنى ؟ قال: [ هذا ] (2) الطعام الذى اشتهبته، فقال: أما جئتني به قبل الساعة وأكلت منه ودعوت لك ؟ فقال: لا والله، وعرف أن أخاه قد سبقه إلى ذلك، فوجد في نفسه عليه وجدا كثيرا.
وذكروا أنه تواعده بالقتل إذا مات أبوهما، وسأل أباه فدعا له بدعوة أخرى، وأن يجعل لذريته غيظ الارض، وأن يكثر أرزاقهم وثمارهم.
فلما سمعت أمهما ما يتواعد به العيص أخاه يعقوب، أمرت ابنها
يعقوب أن يذهب إلى أخيها " لابان (3) " الذى بأرض حران، وأن يكون
(1) ا: ولذلك (2) ليست في ا.
(3) ا: الا بان.
عنده إلى حين يسكن غضب أخيه، وأن يتزوج من بناته.
وقالت لزوجها إسحاق أن يأمره بذلك ويوصيه ويدعو له، ففعل.
فخرج يعقوب عليه السلام من عندهم من آخر ذلك اليوم، فأدركه المساء في موضع فنام فيه، وأخذ حجرا فوضعه تحت رأسه ونام، فرأى في نومه ذلك معراجا منصوبا من السماء إلى لارض، وإذا الملائكة يصعدون فيه وينزلون، والرب تبارك وتعالى خاطبه، ويقول له: إنى سأبارك عليك وأكثر ذريتك، وأجعل لك هذه الارض ولعقبك من بعدك.
فلما هب من نومه فرح بما رأى، ونذر لله لئمن رجع إلى أهله سالما ليبنين في هذا الموضع معبدا لله عزوجل وأن جميع ما يرزقه من شئ يكون لله عشره.
ثم عمد إلى ذلك الحجر فجعل عليه دهنا يتعرفه به، وسمى ذلك الموضع: " بيت إيل " أي بيت الله.
وهو موضع بيت المقدس اليوم الذى بناه يعقوب بعد ذلك كما سيأتي.
قالوا: فلما قدم يعقوب على خاله أرض حران، إذا له ابنتان: اسم الكبرى: " ليا " واسم الصغرى: " راحيل " وكانت أحسنهما وأجملهما، فأجابه (1) إلى ذلك بشرط أن يرعى على غنمه سبع سنين.
فلما مضت المدة على خاله " لابان " صنع طعاما وجمع الناس عليه، وزف إليه [ ليلا (2) ] ابنته الكبرى " ليا "، وكانت ضعيفة العينين
(1) كذا ولعل فيها سقطا: فطلب يعقوب من خاله أن يزوجه راحيل.
(2) ليست في ا.
قبيحة المنظر.
فلما أصبح يعقوب إذا هي " ليا "، فقال لخاله: لم غدرت بى ؟ وأنت إنما خطبت إليك راحيل.
فقال: إنه ليس من سنتنا أن نزوج الصغرى قبل الكبرى (1)، فإن أحببت أختها فاعمل سبع سنين أخرى وأزواجكها.
فعمل سب سنين وأدخلها عليه مع أختها.
وكان ذلك سائغا في ملتهم ثم نسخ في شريعة التوراة.
وهذا وحده دليل كاف على وقوع النسخ لان فعل يعقوب عليه السلام دليل على جواز هذا وإباحته، لانه معصوم.
ووهب " لابان " لكل واحدة من ابنتيه جارية ; فوهب لليا جارية اسمها: " زلفى "، ووهب لراحيل جارية اسمها: " بلهى ".
وجبر الله تعالى ضعف " ليا " بأن وهب لها أولادا، فكان أول من ولدت ليعقوب، روبيل، ثم شمعون، ثم لاوى، ثم يهوذا.
فغارت عند ذلك " راحيل " وكانت لا تحبل، فوهبت ليعقوب جاريتها " بلهى " فوطئها فحملت، وولدت له غلاما سمعته " دان "، وحملت وولدت غلاما آخر سمته " نيفتالى ".
فعمدت عند ذلك " ليا " فوهبت جاريتها " زلفى " من يعقوب عليه السلام فولدت له: جاد وأشير، غلامين ذكرين ثم حملت " ليا " أيضا فولدت غلاما خامسا منها وسمته " إيساخر " (2) ثم حملت وولدت غلاما سادسا سمته " زابلون ".
ثم حملت وولدت بنتا سمتها " دينار " (2) فصار لها سبعة من يعقوب.
ثم دعت الله تعالى " راحيل " وسألته أن يهب لها غلاما من يعقوب
(1) ا: على الكبرى.
(2) ا: دنيا.
فسمع الله نداءها وأجاب دعاءها، فحملت من نبى الله يعقوب، فولدت له غلاما عظيما شريفا حسنا جميلا سمته " يوسف ".
كل هذا وهم مقيمون بأرض حران، وهو يرعى على خاله غنمه بعد دخوله على البنتين ست سنين أخرى، فصار مدة مقامه عشرين سنة.
فطلب يعقوب من خاله " لابان " أن يسرحه ليمر إلى أهله، فقال له خاله: إنى قد بورك لى بسببك فسلني من مالى ما شئت.
فقال: تعطيني كل حمل يولد من غنمك هذه السنة أبقع، (1) وكل حمل ملمع أبيض سواد، وكل أملح (2) ببياض، وكل أجلح (3) أبيض من المعز فقال: نعم.
فعمد بنوه فأبرزوا من غنم أبيهم ما كان على هذه الصفات من التيوس، لئلا يولد شئ من الحملان على هذه الصفات.
وساروا بها مسيرة ثلاثة أيام عن غنم أبيهم.
قالوا: فعمد يعقوب عليه السلام إلى قضبان رطبة بيض من لوز ولب (4)، فكان يقشرها بلقا، وينصبها في مساقى الغنم من المياه، لتنظر الغنم إليها فتفزع وتتحرك أولادها في بطونها، فتصير ألوان حملانها كذلك.
وهذا يكون من باب خوارق العادات، وينتظم في سلك المعجزات.
(1) الابقع: ما فيه سواد وبياض.
(2) الاملح: ما يخالطه بياضه سواد (3) الاجلح: مالاقرن له (4) ا: ودلب.
(*)
فصار ليعقوب عليه السلام أغنام كثيرة ودواب وعبيد، وتغير له وجه
خاله وبنيه، وكأنهم انحصروا منه.
وأوحى الله تعالى إلى يعقوب أن يرجع إلى بلاد أبيه وقومه، ووعده بأن يكون معه، فعرض ذلك على أهله فأجابوه مبادرين إلى طاعته، فتحمل بأهله وماله، وسرقت راحيل أصنام أبيها.
فلما جاوزوا وتحيزوا عن بلادهم، لحقهم " لابان " وقومه، فلما اجتمع لابان بيعقوب عاتبه في خروجه بغير علمه، وهلا أعلمه (1) فيخرجهم في فرح ومزاهر وطبول، وحتى يودع بناته وأولادهن، ولم أخذوا أصنامه معهم ؟ ولم يكن عند يعقوب علم من أصنامه، فأنكر أن يكون أخذوا له أصناما، فدخل بيوت بناته وإمائهن يفتش فلم يجد شيئا، وكانت راحيل قد جعلتهن في برذعة الجمل وهى (2) تحتها، فلم تقم، واعتذرت بأنها طامث.
فلم يقدر عليهن.
فعند ذلك تواثقوا على رابية هناك يقال لها " جلعاد " على أنه لا يهين بناته، ولا يتزوج عليهن، ولا يجاوز هذه الرابية إلى بلاد الآخر، لا لابان ولا يعقوب، وعملا طعاما وأكل القوم معهم وتودع كل منهما من الآخر.
وتفارقوا راجعين إلى بلادهم.
فلما اقترب يعقوب من أرض " ساعير " تلقته الملائكة يبشرونه
(1) ا: أعلهم.
(2) ا: وهن.
(*)
[ بالقدوم (1) ].
وبعث يعقوب البرد إلى أخيه العيصو يترفق له ويتواضع له.
فرجعت البرد وأخبرت يعقوب بأن العيص قد ركب إليك في أربعمائة راجل.
فخشى يعقوب من ذلك، ودعا الله عز وجل وصلى له، وتضرع إليه
وتمسكن لديه، وناشده عهده ووعده الذى وعده به.
وسألة أن يكف عنه شر أخيه العيص.
وأعد لاخيه هدية عظيمة وهى: مائتا شاة، وعشرون تيسا [ ومائتا نعجة، وعشرون كبشا، وثلاثون لقحة (2)، وأربعون بقرة، وعشرة من الثيران (3) ] وعشرون أتانا وعشرة من الحمر.
وأمر عبيده أن يسوقوا كلا من هذه الاصناف وحده.
وليكن بين كل قطيع وقطيع مسافة، فإذا لقيهم العيص فقال للاول لمن أنت ؟ ولمن هذه معك ؟ فليقل: لعبدك يعقوب، أهداها لسيدي العيص وليقل الذى بعده كذلك [ وكذلك الذى بعده (4) ] وكذا الذى بعده، ويقول كل منهم: وهو جاء بعدنا.
وتأخر يعقوب بزوجتيه وأمتيه وبنيه الاحد عشر بعد الكل بليلتين، وجعل يسير فيهما ليلا ويكمن نهارا.
فلما كان وقت الفجر من الليلة الثانية، تبدى له ملك من الملائكة في صورة رجل، فظنه يعقوب رجلا من الناس، فأتاه [ يعقوب (3) ] ليصارعه ويغالبه، فظهر عليه يعقوب فيما يرى، إلا أن الملك أصاب وركه فعرج يعقوب.
فلما أضاء الفجر قال له الملك: ما اسمك ؟ قال: يعقوب.
قال: لا ينبغى أن تدعى بعد اليوم إلا إسرائيل.
فقال له يعقوب: ومن أنت ؟ وما اسمك ؟ فذهب عنه.
فعلم أنه ملك من
(1) ليست في ا (2) اللقحة: الناقة الحلوب.
(3) سقطت من ا (4) من ا.
الملائكة، وأصبح يعقوب وهو يعرج من رجله.
فلذلك لا يأكل بنو إسرائيل عرق النساء ! ورفع يعقوب عينيه فإذا أخوه عيصو قد أقبل في أربعمائة راجل، فتقدم أمام أهله.
فلما أرى أخاه العيص سجد له سبع مرات، وكانت هذه
تحيتهم في ذلك الزمان.
وكان مشروعا لهم ; كما سجدت الملائكة لآدم تحية [ له (1) ] وكما سجد إخوة يوسف وأبواه له كما سيأتي.
فلما رآه العيص تقدم إليه واحتضنه وقبله وبكى، ورفع العيص عينيه ونظر إلى النساء والصبيان فقال: من أين لك هؤلاء ؟ فقال: هؤلاء الذين وهب الله لعبدك، فدنت الامتان وبنوهما فسجدوا له.
ودنت " ليا " وبنوها فسجدوا له.
ودنت " راحيل " وابنها يوسف فخرا سجدا له.
وعرض عليه أن يقبل هديته وألح عليه فقبلها.
ورجع العيص فتقدم أمامه، ولحقه يعقوب بأهله وما معه من الانعام والمواشى والعبيد قاصدين جبال " ساعير ".
فلما مر بساحور ابتنى له بيتا، ولدوا به ضلالا، ثم مر على أورشليم قرية شخيم فنزل قبل (2) القرية، واشترى مزرعة شخيم ابن جمور بمائة نعجة، فضرب هنالك فسطاطه، وابتنى ثم مذبحا فسماه " إيل " إله إسرائيل وأمره الله ببنائه ليستعلن له فيه.
وهو بيت المقدس اليوم، الذى جدده بعد ذلك سليمان بن داود عليهما السلام: وهو مكان الصخرة التى علمها بوضع الدهن عليها قبل ذلك، كما ذكرنا أولا.
__________
(1) ليست في ا.
(2) ا: قبلى القرية.

وذكر أهل الكتاب هنا قصة " دينا " بنت يعقوب بنت " ليا " وما كان من أمرها مع شخيم بن جمور الذى قهرها على نفسها، وأدخلها منزله ثم خطبها من أبيها وإخوتها، فقال إخوتها إلا أن تختتنوا كلكم فنصاهركم وتصاهرونا، فإنا لا نصاحر قوما غلفا، فأجابوهم إلى ذلك واختتنوا كلهم.
فلما كان اليوم الثالث واشتد وجعهم من ألم الختان، مال عليهم
بنو يعقوب فقتلوهم عن آخرهم، وقتلوا شخيما وأباه جمور لقبيح ما صنعوا إليهم، مضافا إلى كفرهم، وما كانوا يعبدونه من أصنامهم، فلهذا قتلهم بنو يعقوب وأخذوا أموالهم غنيمة.
ثم حملت راحيل فولدت غلاما هو " بنيامين " إلا أنها جهدت في طلقها [ به (1) ] جهدا [ شديدا (1) ] وماتت عقيبه، فدفنها يعقوب في " أفراث ".
وهى بيت لحم، وصنع يعقوب على قبرها حجرا، وهى الحجارة المعروفة بقبر راحيل إلى اليوم.
وكان أولاد يعقوب الذكور اثنى عشر رجلا.
فمن ليا: روبيل، وشمعون، ولاوى، ويهودا، وإيساخر (2)، وزابلون.
ومن راحيل: يوسف، وبنيامين.
ومن أمة راحيل: دان، ونفتالى.
ومن أمة ليا: جاد (3) وأشير، عليهم السلام.
وجاء يعقوب إلى أبيه إسحاق فأقام عنده بقرية حبرون التى في أرض كنعان حيث كان يسكن إبراهيم.
ثم مرض إسحاق ومات عن مائة وثمانين سنة: ودفنه ابناه: العيص ويعقوب مع أبيه إبراهيم الخليل في المغارة التى اشتراها (4).
كما قدمنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قصة سيدنا يعقوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا يعقوب   قصة سيدنا يعقوب Emptyالجمعة أبريل 03, 2015 7:09 am

سيدنا يعقوب عليه السلا م هو ابن سيدنا اسحاق عليه السلام
إبن سيدنا إبراهيم من زوجته سارة، وقد كانت البشارة بمولده من الملائكة لإبراهيم وسارة لما مروا بهم مجتازين ذاهبين إلى مدائن قوم لوط ليدمروها عليهم لكفرهم وفجورهم، ذكره الله في القرآن بأنه "غلام عليم" جعله الله نبيا يهدي الناس إلى فعل الخيرات، جاء من نسله سيدنا يعقوب.
قال الله تعالى : (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ{112} وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ)
عبد الله بن عمرعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم "
ذكر أهل الكتاب أن إسحاق لما تزوج رفقا بن بتواييل في حياة أبيه ، كان عمره أربعين سنة ، وأنها كانت عاقراً فدعا الله لها فحملت ، فولدت غلامين توأمين : أولهما اسمه عيصو وهو الذي تسميه العرب العيص وهو والد الروم والثاني خرج وهو آخذ بعقب أخيه فسموه يعقوب وهو إسرائيل الذي ينتسب إلي بنو إسرائيل
قالوا : وكان إسحاق يحب عيصو أكثر من يعقوب ، لأنه بكره ، وكانت أمهما رفقا تحب يعقوب أكثر ، لأنه الأصغر
قالوا : فلما كبر إسحاق وضعف بصره اشتهى على ابنه العيص طعاماً ، وأمره أن يذهب فيصطاد له صيداً ويطبخه له، ليبارك عليه ويدعو له ، وكان العيص صاحب صيد ، فذهب يبتغي ذلك ، فأمرت رفقا ابنها يعقوب أن يذبح جديين من خيار غنمه ، ويصنع منهما طعاماً كما اشتهاه أبوه ، ويأتي إليه به قبل أخيه ليدعو له ، فقامت فألبسته ثياب أخيه ، وجعلت على ذراعيه وعنقه من جلد الجديين ، لأن العيص كان أشعر الجسد ويعقوب ليس كذلك فلما جاء به وقربه إليه قال : من أنت ؟ قال : ولدك ضمه إليه وجسه وجعل يقول : أما الصوت فصوت يعقوب ، وأما الحبس والثياب فالعيص فلما فرغ دعا له أن يكون أكبر أخواته قدراً ، وكلمته عليهم وعلى الشعوب بعده ، وأن يكثر رزقه وولده
فلما سمعت أمهما ما يتواعد به العيص أخاه يعقوب ، أمرت ابنها يعقوب أن يذهب إلي أخيها لابان الذي بأرض حران ، وأن يكون عنده إلى حين يسكن غضب أخيه ، وأن يتزوج من بناته، وقالت لزوجها إسحاق أن يأمره بذلك ويوصيه ويدعو له ففعل
فخرج يعقوب عليه السلام من عندهم من آخر ذلك اليوم ، فأدركه المساء في موضع فنام فيه ، وأخذ حجراً فوضعه تحت رأسه ونام ، فرأى في نومه ذلك معراجاً منصوباً من السماء إلى الأرض ، وإذا الملائكة يصعدون فيه وينزلون ، والرب تبارك وتعالي يخاطبه ، ويقوله له : إني سأبارك عليك وأكثر ذريتك ، وأجعل لك هذه الأرض ولعقبك من بعدك
فلما هب من نومه فرح بما رأى ، ونذر لله لئن رجع إلى أهله سالماً ليبنين في هذا الموضع معبداً لله عز وجل ، وأن جميع ما يرزقه من شيء يكون لله عشره
ثم عمد إلى ذلك الحجر فجعل عليه دهناً يتعرفه به ، وسمى ذلك الموضع : بيت إيل أي بيت الله ، وهو موضع بيت المقدس اليوم الذي بناه يعقوب بعد ذلك كما سيأتي
قالوا : فلما قدم يعقوب على خاله أرض حران ، إذا له ابنتان : اسم الكبرى : ليا واسم الصغرى راحيل وكانت أحسنهما وأجملهما ، فأجابه إلى ذلك بشرط أن يرعى غنمه سبع سنين فلما مضت المدة على خاله لابان صنع طعاماً وجمع الناس عليه ، وزف إليه ليلاً ابنته الكبرى ليا وكانت ضعيفة العينين قبيحة المنظر فلما أصبح يعقوب إذا هي ليا فقال لخاله : غدرت بي ؟ وأنت إنما خطبت إليك راحيل فقال : إنه ليس من سنتنا أن نزوج الصغرى قبل الكبرى، فإن أحببت أختها فاعمل سبع سنين أخرى وأزوجكها
فعمل سبع سنين وأدخلها عليه مع أختها وكان سائغاً في ملتهم ثم نسخ في شريعة التوراة وهذا وحده دليل كاف على وقوع النسخ لأن فعل يعقوب عليه السلام دليل على جواز هذا وإباحته ، لأنه معصوم ، ووهب لابان لكل واحدة من ابنتيه جارية ، فوهب لـ ليا جارية اسمها زلفى ووهب لـ راحيل جارية اسمها بلهى
وجبر الله تعالى ضعف ليا بأن وهب لها أولاداً ، فكان أول من ولدت ليعقوب ، روبيل ، ثم شمعون ، ثم لاوى ، ثم يهوذا ، فغارت عند ذلك راحيل وكانت لا تحبل ، فوهبت ليعقوب جاريتها بلهى فوطئها فحملت وولدت له غلاماً سمته دان وحملت وولدت غلاماً آخر سمته نيفتالي فعمدت عند ذلك ليا فوهبت جاريتها زلفى من يعقوب عليه السلام فولدت له : جاد، وأشير ، غلامين ذكرين ثم حملت ليا أيضاً فولدت غلاماً خامساً منها وسمته ايساخر ثم حملت وولدت غلاماً سادساً سمته زابلون ثم حملت وولدت بنتاً سمتها دينا فصار له سبعة من يعقوب
ثم دعت الله تعالى راحيل وسألته أن يهب لها غلاماً من يعقوب فسمع الله نداءها وأجاب دعاءها فحملت من نبي الله يعقوب ، فولدت له غلاماً عظيماً شريفاً حسناً جميلاً سمته يوسف
يعقوب ابن إسحاق يقال له "إسرائيل" وتعني عبد الله، كان نبيا لقومه، وكان تقيا وبشرت به الملائكة جده إبراهيم وزوجته سارة عليهما السلام وهو والد يوسف.
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.. اسمه إسرائيل.. كان نبيا إلى قومه.. ذكر الله تعالى ثلاث أجزاء من قصته.. بشارة ميلاده.. وقد بشر الملائكة به إبراهيم جده.. وسارة جدته.. أيضا ذكر الله تعالى وصيته عند وفاته.. وسيذكره الله فيما بعد بغيرإشارة لاسمه في قصة يوسف.
نعرف مقدار تقواه من هذه الإشارة السريعة إلى وفاته.. نعلم أن الموت كارثة تدهم الإنسان، فلا يذكر غير همه ومصيبته.. غير أن يعقوب لا ينسى وهو يموت أن يدعو إلى ربه.. قال تعالى فلما جاء يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في ساعة الموت ولحظات الاحتضار،مشهد عظيم الدلالة.. نحن أمام ميت يحتضر.. ما القضية التي تشغل باله في ساعةالاحتضار..؟ ما الأفكار التي تعبر ذهنه الذي يتهيأ للانزلاق مع سكرات الموت..؟ ماالأمر الخطير الذي يريد أن يطمئن عليه قبل موته..؟ ما التركة التي يريد أن يخلفهالأبنائه وأحفاده..؟ ما الشيء الذي يريد أن يطمئن قبل موته على سلامة وصوله للناس.. كل الناس..؟
قال أبناء إسرائيل: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا، ونحن له مسلمون.. والنص قاطع في أنهم بعثوا على الإسلام.. إن خرجواعنه، خرجوا من رحمة الله.. وإن ظلوا فيه، أدركتهم الرحمة.
مات يعقوب وهو يسأل أبناءه عن الإسلام، ويطمئن على عقيدتهم.. وقبل موته، ابتلي بلاءشديدا في ابنه يوسف.
سترد معنا مشاهد من قصة يعقوب عليه السلام عند ذكرنا لقصة ابنه النبي الكريم يوسف عليه السلام.
يوسف عليه السلام
ولد سيدنا يوسف وكان له 11أخا وكان أبوه يحبه كثيرا وفي ذات ليلة رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين،فقص على والده ما رأى فقال له ألا يقصها على إخوته، ولكن الشيطان وسوس لإخوته فاتفقوا على أن يلقوه في غيابات الجب وادعوا أن الذئب أكله، ثم مر به ناس من البدوفأخذوه وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته أن ترعاه، ولكنها أخذتتراوده عن نفسه فأبى فكادت له ودخل السجن، ثم أظهر الله براءته وخرج من السجن ،واستعمله الملك على شئون الغذاء التي أحسن إدارتها في سنوات القحط، ثم اجتمع شمله مع إخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه.
عبد الله بن عمرعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم "
، نود الإشارة لعدة أمور. أولهااختلاف طريقة رواية قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم عن بقية قصص الأنبياء،فجاءت قصص الأنبياء في عدة سور، بينما جاءت قصة يوسف كاملة في سورة واحدة. قال تعالى (نَحْنُنَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)
واختلف العلماء لم سميت هذه القصة أحسن القصص؟ قيل إنها تنفرد منبين قصص القرآن باحتوائها على عالم كامل من العبر والحكم.. وقيل لأن يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم.. وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين، والعفة والغواية، وسير الملوك والممالك، والرجال والنساء، وحيل النساء ومكرهن، وفيها ذكرالتوحيد والفقه، وتعبير الرؤيا وتفسيرها، فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالات.. وقيل: إنها سميت أحسن القصص لأن مآل من كانوا فيها جميعا كان إلى السعادة.
ومع تقديرنا لهذه الأسباب كلها.. نعتقد أن ثمة سببا مهما يميز هذه القصة.. إنها تمضي في خط واحد منذ البداية إلى النهاية.. يلتحم مضمونها وشكلها،ويفضي بك لإحساس عميق بقهر الله وغلبته ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر ضدها. (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) هذا ما تثبته قصة يوسف بشكل حاسم، لا ينفي حسمه أنه تم بنعومة وإعجاز.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قصة سيدنا يعقوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا يعقوب   قصة سيدنا يعقوب Emptyالجمعة أبريل 03, 2015 7:10 am

قصة النبي يعقوب عليه السلام
يعقوب عليه السلام نبذة: ابن إسحاق يقال له "إسرائيل" وتعنيعبد الله، كان نبيا لقومه، وكان تقيا وبشرت به الملائكة جده إبراهيم وزوجته سارة عليهما السلام وهو والد يوسف. هو يعقوب ابن نبي الله إسحاق ابن نبي الله إبراهيم، وأمه ((رفقة)) بنت بتوئيل بن ناصور بن ءازر أي بنت ابن عمه، ويسمى يعقوب ((إسرائيل)) الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل. سيرته: هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.. اسمه إسرائيل.. كان نبيا إلى قومه.. ذكر الله تعالى ثلاث أجزاء من قصته.. بشارة ميلاده.. وقد بشر الملائكة به إبراهيم جده.. وسارة جدته.. أيضا ذكر الله تعالى وصيته عند وفاته.. وسيذكره الله فيما بعد -بغير إشارة لاسمه- في قصة يوسف. نعرف مقدار تقواه من هذه الإشارة السريعة إلى وفاته.. نعلم أن الموت كارثة تدهم الإنسان، فلا يذكر غير همه ومصيبته.. غير أن يعقوب لا ينسى وهو يموت أن يدعو إلى ربه.. قال تعالى في سورة (البقرة): أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) (البقرة) إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في ساعة الموت ولحظات الاحتضار، مشهد عظيم الدلالة.. نحن أمام ميت يحتضر.. ما القضية التي تشغل باله في ساعة الاحتضار..؟ ما الأفكار التي تعبر ذهنه الذي يتهيأ للانزلاق مع سكرات الموت..؟ ما الأمر الخطير الذي يريد أن يطمئن عليه قبل موته..؟ ما التركة التي يريد أن يخلفها لأبنائه وأحفاده..؟ ما الشيء الذي يريد أن يطمئن -قبل موته- على سلامة وصوله للناس.. كل الناس..؟ ستجد الجواب عن هذه الأسئلة كلها في سؤاله (مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي). هذا ما يشغله ويؤرقه ويحرص عليه في سكرات الموت.. قضية الإيمان بالله. هي القضية الأولى والوحيدة، وهي الميراث الحقيقي الذي لا ينخره السوس ولا يفسده.. وهي الذخر والملاذ. قال أبناء إسرائيل: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا، ونحن له مسلمون.. والنص قاطع في أنهم بعثوا على الإسلام.. إن خرجوا عنه، خرجوا من رحمة الله.. وإن ظلوا فيه، أدركتهم الرحمة. مات يعقوب وهو يسأل أبناءه عن الإسلام، ويطمئن على عقيدتهم.. وقبل موته، ابتلي بلاء شديدا في ابنه توفي يعقوب عليه السلام وله من العمر ما يزيد على المائة، وكان ذلك بعد سبعة عشر سنة من اجتماعه بيوسف، وقد أوصى نبي الله يعقوب ابنه يوسف عليه السلام أن يدفنه مع أبيه إسحاق وجده إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ففعل ذلك، وسار به إلى فلسطين ودفنه في المغارة بحبرون وهي مدينة الخليل في فلسطين.قصة النبي يعقوب عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قصة سيدنا يعقوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا يعقوب   قصة سيدنا يعقوب Emptyالجمعة أبريل 03, 2015 7:11 am

قصة راحيل زوج النبي يعقوب عليه السلام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يروى أن عندما بلغ سيدنا يعقوب سن الزواج، أشار عليه أبواه أن يتوجه الى خالة (لابان) فى أرض (حران) بالعراق ويخطب إحدى ابنتيه، فقد آمنتا بدين إبراهيم عليه السلام. فإنطلق يعقوب عليه السلام إلى مسقط رأسه فى بلاد المقدس وتوجه نحو العراق، ولما قدم يعقوب على خالة فى أرض حران، وجد له إبنتان وهما: (ليا) وهى الكبرى، و("راحيل") وهى الصغرى.
وكانت ("راحيل") قد أوتيت حظا من الذكاء والصفاء والنقاء، وكانت تفوق أختها (ليا) فى الحسن فتقدم يعقوب عليه السلام – الى خاله وخطب منه ابنته "راحيل" وسأله خالة:
هل من مال أزوجك عليه إبنتى "راحيل"؟!.فقال يعقوب: لا يا خالى، إننى غريب هنا كما تعلم ولكنى مستعد بما تطلب منى. وتابع قائلا: يا خالى إن شئت أن تأخذنى أجيرا حتى تستوفى صداق إبنتك ("راحيل") فأنا على إستعداد لذلك. وعندئذ قال له خاله وقد ظهرت عليه امارات الرضا: قبلت، وأن صداق "راحيل" أن تأجرنى 7 سنين. فقال يعقوب: قبلت، فزوجنى "راحيل" وهى شرطى، ولك أن أخدمك 7 حجج....وأجاب لابان يعقوب على شرطه. عندئذ قال يعقوب: ذلك بينى وبينك.
وأخذ يرعى يعقوب لخاله سبعة أعوام كوامل، فلما وفى لخاله شرطه الذى اتفقا عليه، صنع خاله لابان طعاما من أجل الزفاف وجمع الناس عليه. وأقبل ليل ذلك اليوم، ودخل يعقوب خيمته، فالفى فيها زوجة، فلما تنفس الصبح، وأشرقت الأرض بنور ربها، وجد أن خاله قد زوجه ابنته الكبرى (ليا)، بينما كان الشرط بينهما ان يزوجه صغراهما "راحيل".
فقال يعقوب: لا حول ولا قوة الا بالله. وجاء لخاله لابان غاضبا فقال له: لقد غدرت بى، ولقد غدرتنى وخدعتنى واستحللت فعلى سبع سنين، وليست على غير امرأتى، وانما خطبت اليك "راحيل"، ولم اخطب ليا.....أليس كذلك؟!فقال خاله: رويدك يا إبن أختى، فأنا لم أخدعك، إنه ليس من عادتنا فى هذه البلاد أن نزوج الصغرى قبل الكبرى، وهل تريد أن تدخل على خالك العار والسبة بهذه الفعلة؟قال يعقوب: معاذ الله…فقال خاله: إن أحببت "راحيل" أن تكون زوجة لك فاعمل لى 7 أعوام أخرى.
وإنقضت سبع سنين، ولد ليعقوب خلالها بضعة أولاد من زوجه "ليان"، وجاء اليوم الذى ينتظره يعقوب ورأى ليلة تحقيق حلمه ليقترن بتلك المرأة التى ستكون أم نبى ورسول كريم وزوج نبى ورسول كريم.
وزفت إليه "راحيل" وكان اذ ذاك سائغا وجائزا فى ملتهم زواج الأختين على ما يبدو، ثم نسخ ذلك فيما بعد فى شريعة التوراة. ولبعض المفسرين رأى وهو أنه لما توفيت "ليا"، تزوج يعقوب "راحيل".
وهب (لابان) لكل واحدة من ابنتيه جاريه، فوهب الى ابنته الكبرى "ليا" جارية اسمها (زلفى)، ووهب للصغرى "راحيل" جارية إسمها (بلهى). ولم تنجب "راحيل"فى بداية زواجها من يعقوب، وتأخر عليها الولد، ورأت أن اختها "ليا" قد أنجبت أربعة أولاد، وكات الغيرة تلعب بها عندما نذرت أن تهب لزوجها يعقوب جاريتها (بلهى)، ويبدو ان "ليا" قد وهبت له جاريتها (زلفى) منافسة لاختها ("راحيل")، وولدت كل واحدة من الجاريتين ليعقوب.
ولما رأت "راحيل" ان أختها "ليا" والجاريتين (زلفى) و(بلهى) قد ولدت لزوجها يعقوب ولم تلد هى، توجهت الى الله بجوارحها وقلبها، ودعته أن يهب لها غلاما زكيا من يعقوب. وإستجاب الله عز وجل دعاء "راحيل" وأجاب نداءها، ورحم ضعفها، وأكرمها، فحملت من نبى الله يعقوب، ثم ولد له غلاما عظيما شريفا حسنا جميلا مخلصا سمته يوسف، وكان يوسف عليه السلام أشب الناس بجدته لأبيه سارة زوج إبراهيم عليه السلام، ولذا فقد كان أحب أبناء يعقوب الى قلبه.
كان ليعقوب عليه السلام – اثنا عشر ولدا من أربع أزواج، وهم على النحو التالى:
أول زوجاته "ليا" وقد رزق منها: روبيل، شمعون، لاوى، يهودا، ايساخر، زابلون. والثانية "راحيل"ٍ وقد رزق منها: يوسف، بنيامين. الثالثة (بلهى) وقد رزق منها: دان، نفتالى. الرابعة (زلفى) وقد رزق منها: جاد، اشير.
وقد خص الله عز وجل يوسف عليه السلام بالنبوة من بين أولاد يعقوب – عليه السلام – ((ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات …)) – غافر. أما قول الله سبحانه: ((إنا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده وأوصينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط...)).
اللأسباط هنا ليس المراد بها أنهم أولاد يعقوب الإثنا عشر، بل المراد هنا حفدته وذرارى ابنائه. والسبط من اليهود كالقبيلة من العرب، وهم يرجعون الى أب واحد، وقد أصبح كل واحد من أبناء يعقوب أبا لسبط من أسباط بنى اسرائيل، فجميع بنى اسرائيل وجدوا وتناسلوا من أولاد يعقوب الإثنى عشر. فالمقصود أنه قد ظهرت فى هذه الأسباط النبوة.
سبط لاوى فيه "موسى وهارون والياس واليسع".سبط يودت فيه " دلون وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى".سبط بنيامين فيه "يونس" عليه السلام.
ولكن اخوة يوسف ليسوا أنبياء كيوسف وأبيهم يعقوب، لأنهم إذا كانوا أنبياء ما قدموا على الإفتراء والكذب، وما ألقا يوسف فى الجباء، وما أقدموا على القتل والسعى بالإفساد، كل ذلك من الكبائر التى تنافى عصمة الانبياء.
قصة "راحيل" مع الاصنام:
ظلت "راحيل" مع زوجها يعقوب قرابة عشرين سنة وهم مقيمون فى أرض العراق، وكانت "راحيل" تؤمن بالله عز وجل وتعبده مع زوجها يعقوب، وكانت فكرة الأصنام منتشره فى بلاد أبيها، وودت لو إستطاعت تحطيم جميع تلك الاصنام التى أضلت كثيرا من الناس، وجرتهم الى طريق الغواية، وأبعدتهم عن طريق الرشاد.
أوحى الله عز وجل الى يعقوب أن يرجع الى بلاد أبيه وقومه فى بلاد المقدس ويترك أرض حران فى العراق. وهمس يعقوب الى أهله وأولاده بما أوصاه ربه، فامتثل جميعهم لأمره، وأجابوه مبادرين الى طاعته، وفى مقدمتهم "راحيل". عندئذ حمل يعقوب أهله وماله وإنطلق نحو بلاد أبيه، بينما أخذت "راحيل" أصنام ابيها إلى مكان بعيد لتلقى بهم فى أحد الأنهار، ولم يشعر أحد بما صنعت "راحيل".
وجاء يعقوب الى أبيه اسحاق _ عليهما السلام – فأقام عنده فى قرية (حيرون) فى أرض كنعان، حيث كان يسكن ابراهيم عليه السلام وهى مدينة الخليل – وهناك فى أرض حجرون حملت "راحيل" فولدت غلاما هو بنيامين وهو شقيق يوسف عليه السلام. وكان يوسف واخوه احب الى يعقوب من سائر إخوته.
"راحيل" ورؤيا يوسف:
قص يوسف على أبيه ما رآه فى الرؤيا وقال ((إذ قال يوسف لأبيه يا أبت……)). كان فى نبرات يوسف لهجة مميزة جعلت يعقوب يضمه الى صدره ويحتويه فى حضنه كانما يحميه من خطر يوشك أن ينقض عليه، اذ لاحظ فى إخوته الاحد عشر كراهية ليوسف، بيد أن يوسف لم يكن يعرف شيئا عن هذا، وانما أخبر والده بالرؤيا لأنه علم بالهام ربانى أو بتعليم سابق من أبيه ان للرؤيا تعبيرا … وعلم ان الكواكب والشمس والقمر كناية عن مخلوقات شريفة، وأن المخلوقات الشريفة كناية عن عظم شأنه وعلو مكانته وسمو كرامته.
قال ابن حبان رحمه الله فى تفسيره فهم يعقوب من رؤيا يوسف عليهما السلام أن الله تعالى يبلغه مبلغا من الحكمة ويصطفيه للنبوة وينعم عليه بشرف الدارين، فخاف عليه من حسد إخوته، فنهاه أن يقص رؤياه عليهم). ولما علمت "راحيل" عن أمر رؤيا يوسف بعد أن أخبرها يعقوب بالرؤيا وتأويلها، أشفقت ايضا على ابنها وزاد قلقها عليه.
حذر يعقوب يوسف من أن يقص رؤياه على إخوته مع أن هذا التحذير قد يثير فى نفسه كراهة لإخوته، لأنه وثق بكمال عقله وصفاء سريرته ومكارم خلقه. وبعدها شرع يعقوب فى تعبيرها وتأويلها على وجه مفاده:
(يا بنى، إنه كما سخر الله لك تلك الكواكب العظيمة مع الشمس والقمر ساجدة لك، كذلك يختارك سبحانه ويصطفيك لنبوته، ويعلمك من تأويل الاحاديث، ويتم نعمته بإرسالك، ولهذا قال له: ((كما أتمها على أبويك من قبل ابراهيم واسحاق* إن ربك عليم حكيم). وهو أعلم حيث يجعل رسالته، ويعطيها لمن يستحقها بحكمته سبحانه.
(ورفع ابوية على العرش):
ومرت الأحداث بيوسف عليه السلام وقد وردت مفصله فى سورة (يوسف)، وجاء تحقيق رؤياه وسجود أمه وأبيه وإخوته حينما أصبح عزيز مصر، وذلك بعد سنوات تزيد على الثلاثين عاما، وتقترب من الأربعين على أصح الأقوال. وخلال تلك الفترة الطويلة، كان يعقوب يقاسى الفراق والحزن على ولده يوسف، ثم لما أن جاءه الخبر بفقد إبنه الآخر بنيامين شقيق يوسف بل واسترقاقه، وكان عينا يعقوب قد ابيضت من الحزن وهو كظيم. وظل قلبه موصولا بالله، وصبر صبرا جميلا، وكان الرجاء والأمل معقودان فى قمة صبرى، وسقط شعاع من الرجاء الى قلب يعقوب يبشره برحمة الله.
هذا هو موقف يعقوب عليه السلام من شدة الحزن، فما نتصور أن يكون موقف "راحيل" أم يوسف وأم بنيامين الذى فقد فيما بعد؟!.
واما السجود ليوسف عليه السلام فقد كان هذا سائغا فى شريعتهم.
مع الصابرات الخالدات:
لعل "راحيل" واحدة من نساء الانبياء اللاتى سجل التاريخ مواقفها العطرة فى مجالات خيرة متعدة، فقد كانت خير امرأة فى كل موقف، كانت مثال الزوجة الوفية، ومثال الأم العطوف، ومثال العابدة الشاكرة والصابرة المؤمنة. ويبدو أن شهرتها إنطلقت من شهرة ابنها يوسف عليه السلام ولما حدث له وأحدث من قصة شائعة عظيمة. كانت "راحيل" خلال احداثها مسلمة مستسلمه لقضاء الله مع زوجها يعقوب، بل وابنها يوسف.
وأصبحت "راحيل" أم ملك....أعظم ملوك الأرض، ولكنها لم تنس أنها زوج نبى وأم نبى، وظلت شاكرة عابدة لما أنعم الله عليها وعلى زوجها وابنها من فضل، وجمع شملهم بعد مدة طويلة، بل ويأس من الاجتماع، ورأت حسن عاقبة الصبر فى الدنيا، وما اعد الله لها من اكرام فى ولدها الذى اختصه الله عزل وجل بالنبوة.
وللإمام الرازى – رحمه الله – كلام جميل حول العناية الالهية التى إكتنفت "راحيل" وزوجها وإخوة يوسف، حيث يقول فى تفسير قوله تعالى: ((إن ربى لطيف لما يشاء)).....أى أن حصول الإجتماع بين يوسف وأبويه – يعقوب و"راحيل" – وإخوته مع الالفة والمحبة، وفراغ البال، كان فى غاية البعد عن العقول إلا أنه تعالى لطيف، فاذا قضى وأراد شيئا سهل عليه فحصل وإن كان فى غاية البعد على الحصول.
وتابعت "راحيل" حياتها فى كنف ولدها يوسف الى ان لقيت ربها وهى راضية مرضيه. وأشارت بعض المصادر بأن "راحيل" قد توفيت فى فلسطين، فربما رجعت "راحيل" من مصر الى فلسطين وتوفيت هناك وهذا محتمل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قصة سيدنا يعقوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا يعقوب   قصة سيدنا يعقوب Emptyالجمعة أبريل 03, 2015 7:12 am

يعقوب عليه السلام
نبذة:
ابن إسحاق يقال له "إسرائيل" وتعني عبد الله، كان نبيا لقومه، وكان تقيا وبشرت به الملائكة جده إبراهيم وزوجته سارة عليهما السلام وهو والد يوسف.
هو يعقوب ابن نبي الله إسحاق ابن نبي الله إبراهيم، وأمه ((رفقة)) بنت بتوئيل بن ناصور بن ءازر أي بنت ابن عمه، ويسمى يعقوب ((إسرائيل)) الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل.
سيرته:
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.. اسمه إسرائيل.. كان نبيا إلى قومه.. ذكر الله تعالى ثلاث أجزاء من قصته.. بشارة ميلاده.. وقد بشر الملائكة به إبراهيم جده.. وسارة جدته.. أيضا ذكر الله تعالى وصيته عند وفاته.. وسيذكره الله فيما بعد -بغير إشارة لاسمه- في قصة يوسف.
نعرف مقدار تقواه من هذه الإشارة السريعة إلى وفاته.. نعلم أن الموت كارثة تدهم الإنسان، فلا يذكر غير همه ومصيبته.. غير أن يعقوب لا ينسى وهو يموت أن يدعو إلى ربه.. قال تعالى في سورة (البقرة):
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) (البقرة)
إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في ساعة الموت ولحظات الاحتضار، مشهد عظيم الدلالة.. نحن أمام ميت يحتضر.. ما القضية التي تشغل باله في ساعة الاحتضار..؟ ما الأفكار التي تعبر ذهنه الذي يتهيأ للانزلاق مع سكرات الموت..؟ ما الأمر الخطير الذي يريد أن يطمئن عليه قبل موته..؟ ما التركة التي يريد أن يخلفها لأبنائه وأحفاده..؟ ما الشيء الذي يريد أن يطمئن -قبل موته- على سلامة وصوله للناس.. كل الناس..؟
ستجد الجواب عن هذه الأسئلة كلها في سؤاله (مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي). هذا ما يشغله ويؤرقه ويحرص عليه في سكرات الموت.. قضية الإيمان بالله. هي القضية الأولى والوحيدة، وهي الميراث الحقيقي الذي لا ينخره السوس ولا يفسده.. وهي الذخر والملاذ.
قال أبناء إسرائيل: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا، ونحن له مسلمون.. والنص قاطع في أنهم بعثوا على الإسلام.. إن خرجوا عنه، خرجوا من رحمة الله.. وإن ظلوا فيه، أدركتهم الرحمة.
مات يعقوب وهو يسأل أبناءه عن الإسلام، ويطمئن على عقيدتهم.. وقبل موته، ابتلي بلاء شديدا في ابنه
توفي يعقوب عليه السلام وله من العمر ما يزيد على المائة، وكان ذلك بعد سبعة عشر سنة من اجتماعه بيوسف، وقد أوصى نبي الله يعقوب ابنه يوسف عليه السلام أن يدفنه مع أبيه إسحاق وجده إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ففعل ذلك، وسار به إلى فلسطين ودفنه في المغارة بحبرون وهي مدينة الخليل في فلسطين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة سيدنا يعقوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من ذرية سيدنا ابراهيم *ابوالانبياء* قصة سيدنا يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم
» من ذرية سيدنا ابراهيم *ابوالانبياء* قصة سيدنا إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام
» من ذرية سيدنا ابراهيم *ابوالانبياء* سيدنا عيسى (المسيح ) عليه السلام
» من ذرية سيدنا ابراهيم *ابوالانبياء* قصة سيدنا يوسف عليه السلام
» من ذرية سيدنا ابراهيم *ابوالانبياء* سيدنا شعيب عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى الشخصيات الإسلامية-
انتقل الى: