ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول) Empty
مُساهمةموضوع: حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول)   حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول) Emptyالأحد سبتمبر 25, 2011 8:21 am

حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول) UrJ3d-wK82_285234710

حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول)
مقدمة
حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول) AQf3y-5vX1_848494886
حكمت سلالة الزيديين اليمن لمدة تزيد عن 1100 سنة وقد بدأ هذا الحكم عندما ذهب اليمنيون إلى المدينة سنة 284 هـ لمبايعة الهادي يحيى بن الحسين إماماً لليمن بعد أن انتشرت فيه دعوة القرامطة والإسماعيلية وقد تعهد الإمام بتحكيم شرع الله وسنة رسوله والمساواة بين جميع اليمنيين على اختلاف مذاهبهم وأصولهم.
ولكن خلفاء الإمام لم يلتزموا بذلك وميزوا أنفسهم عن بقية الشعب على أنهم السلالة الهاشمية الحاكمة وضمن الأئمة حكم اليمن بإثارة الخلافات والمشاحنات بين القبائل وكان ذلك من أسباب الانقلابات التي تتابعت على اليمن في منتصف القرن العشرين .
وكان من بين هذه الأسباب أيضاً أن اليمن كان معزولاً عن التطور والتحديث فقد قال الدكتور عبد الرحمن البيضاني أنه "كان يوجد في اليمن عام 1950 ثلاثة صحف تصل من عدن التي كانت تحت الإدارة البريطانية ولا توجد كهرباء في صنعاء ويوجد عدد ثلاثة أجهزة راديو بحوزة الإمام أحمد والبدر ولي العهد والقاضي أحمد الحضراني".
وقد وقع أول هذه الإنقلابات عام 1948 الذي قام به عبد الله الوزير وانتهى بفشله وفي 31 مارس عام 1955 حدث انقلاب قام به المقدم أحمد يحيى الثلايا وقد قام المقدم أحمد بقيادة فرقة من الجنود لمحاصرة الإمام في قصره في مدينة تعز وطالبوا الإمام تسليم نفسه وهو ما حدث وقد اختلف قادة الانقلاب فيما بينهم على مصير الإمام فبعضهم اقترح قتله والبعض الأخر اقترح أن يستبدل بأخيه الأمير سيف الله عبد الله.
وفي أثناء ذلك قام الإمام بفتح خزائن قصره واشترى جنود الثلايا كما قامت سيدات الأسرة المالكة بقص شعورهن ووضعوها في أظرف وأرسلوها إلى القبائل وكتبوا لهم "يا غارة الله بنات النبي" أي أنهن بنات الرسول من الأسرة الهاشمية فهجمت القبائل على تعز وفشل الإنقلاب.
وفي صيف عام 1959 سافر الإمام أحمد إلى روما للعلاج من الروماتيزم فأعتقد البدر أنها نهاية أبوه فقام بإنشاء مجلس نيابي برئاسة أحد أبناء الشعب وهو القاضي أحمد الصياغي كما قام بإلقاء خطاب ناري ضد الإمام في احتفال للجيش اليمني الوليد.
فثار الهاشميون ضد البدر مما دفعه للاستعانة بالقبائل لإخماد ثورتهم ورغم أن عيون البدر في روما تخبره أن أبوه يحتضر إلا أن الإمام أحمد أفاق من مرضه ورجع إلى اليمن وقام بإلغاء كل ما قام به البدر من إصلاحات كما أمر باسترجاع الأموال والسلاح التي أعطاها البدر للقبائل التي أيدته في الإصلاحات.
وهرب شيوخ القبائل إلى السعودية ولكن الملك سعود ضمنهم عند الإمام أحمد ولما رجعوا أعطاهم الإمام لابنه البدر فقام بذبحهم ترضية لأبيه وكانت هذه الحادثة دليلاً للذين عقدوا الآمال على البدر أنه لا يختلف كثيراً عمن سبقوه.
وعنما مات الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962 خلفه ابنه الإمام البدر وكان قرار تعيين عبد الله السلال قائداً للحرس الملكي من أولى القرارات التي اتخذها الإمام.
انقلاب 1962
عندما توفي الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962 خلفه ابنه الإمام بدر وفي هذه الأثناء تناقش ضباط الجيش إذا كان هذا هو الوقت المناسب للقيام بالانقلاب أو الانتظار حتى عودة الأمير الحسن من الخارج للقبض عليهما معاً في وقت واحد.
ولكن العقيد عبد الله السلال قرر التحرك وأمر بإعلان حالة التأهب القصوى في الكلية الحربية في صنعاء وفتح جميع مستودعات الأسلحة وتوزيعها على كل الضباط الصغار والجنود وفي مساء 25 سبتمبرجمع عبد الله السلال القادة المعروفين في الحركة القومية اليمنية والضباط الذين تعاطفوا معها أو شاركوا في محاولة انقلاب الثلايا عام 1955.
وكان كل ضابط وكل خلية سيتلقى الأوامر وبدء التحرك بمجرد بدء قصف قصر الإمام بدر وتضمنت الأماكن الهامة التي يجب تأمينها قصر البشائر (قصر الإمام) وقصر الوصول (قصر استقبال الشخصيات الهامة) والإذاعة والاتصالات التليفونية وقصر السلاح (مخزن السلاح الرئيسي) ومقرات الأمن الداخلي والمخابرات.
وتم تنفيذ الثورة بواسطة 13 دبابة من اللواء بدر و6 عربات مصفحة ومدفعين متحركين ومدفعين مضادين للطائرات وكانت الكلية الحربية هي مقر القيادة والسيطرة على القوات التي تقوم بالانقلاب.
توجهت وحدة من الضباط الثوريين مصحوبة بالدبابات إلى قصر البشائر وقاموا باستخدام مكبرات الصوت لدعوة الحرس الملكي للتضامن القبلي وتسليم الإمام بدر الذي تقرر إرساله للمنفى بسلام ولكن الحرس الملكي رفض الاستسلام وفتح النار على وحدة الضباط مما دفع الثوريين إلى الرد بقذائف المدافع والدبابات فقد قرر الثوار استخدام الدبابات والمدفعية منذ البدابة.
الإمام بدر مع بعض رفاقه
حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول) Q0w7B-Coc6_667465188
وقد استمرت معركة القصر حتى استسلم الحرس الملكي في صباح اليوم التالي وكانت الإذاعة قد سقطت منذ البداية بعد مقتل ضابط ملكي واحد وانهيار المقاومة أما مخزن السلاح فكان أسهلها فكان يكفي أمر مكتوب من العقيد السلال لفتح المنشأة ثم تنحية الملكيين منها وتأمين البنادق المدفعية والذخيرة.
وقد سقطت الاتصالات التليفونية أبضاً بدون أي مقاومة. وفي قصر الوصول فقد ظلت الوحدات الثورية آمنه تحت ستار حماية وتأمين الدبلوماسيين والشخصيات الهامة التي جاءت لتبارك لولي العهد الجديد.
وفي صباح 26 سبتمبر تم تأمين كل المناطق في صنعاء وأعلنت الإذاعة أنه قد تمت الإطاحة بالإمام بدر وحلت محله حكومة ثورية جديدة ثم بدأت الوحدات الثورية في مدن تعز وحجة وميناء الحديدة تأمين ترسانات السفن والمطارات ومنشآت الميناء.
وكان عهد الإمام أحمد عهد معارضة وثورات وقد تعرض الإمام إلى 12 محاولة اغتيال منها محاولة فاشلة لاغتياله وهو على فراش الموت وما كانت الثورة التي قام بها الضباط عبد الله السلال وعبد الرحمن البيضاني والدكتور محسن العيني إلا تركيز النشاطات الثورية في جهد منظم واحد للإطاحة بحكم الإمام وقد كان قائد المجموعة ، السلال متأثراً بقراءاته عن الثورة الفرنسية وكتاب عبد الناصر فلسفة الثورة.
لم يشارك البيضاني - وهو مثقف يحمل درجة الدكتوراه - رؤية عبد الناصر على الرغم من أنه كان يريد خلق جمهورية على أرض اليمن ولكن بدون انتهاج الخط الناصري وهو الخط الذي اختاره عبد الله السلال وقد حدثت منافسه بين الإثنين انتهت لصالح السلال.
وفي 28 سبتمبر أعلنت الإذاعة موت الإمام بدر على الرغم من إنه كان لا يزال على قيد الحياة وفي هذه الأثناء غادر الإمام العاصمة صنعاء وهرب إلى مدينة حجة في الشمال وكان ينوي أن يفعل ما فعله أجداده من قبل بالاستنجاد بالقبائل في الشمال وفي جبال حضرموت وشن حرب لاستعادة العاصمة.
وفي 30 سبتمبر وصل العميد المصري على عبد الخبير على متن الطائرة لتقييم الموقف وتقدير احتياجات مجلس قيادة الثورة اليمني وعلى الفور تقرر إرسال كتيبة قوات خاصة مصرية (صاعقة) وكانت مهمتها العمل على حراسة العقيد عبد الله السلال ووصلت هذه الكتيبة إلى الحديدة في 5 أكتوبر.
وكان أنور السادات يعتقد أن لواء مدعوم بالطائرات يمكنه تأمين السلال ومجموعة الضباط الأحرار اليمنيين ولكن تسارعت الأحداث وقامت السعودية التي كانت تخشى المد الناصري بإرسال قوات إلى الحدود اليمنية وأرسل ملك الأردن رئيس أركان جيشه إلى الأمير حسن لإجراء مباحثات. وخلال 2-8 أكتوبر غادرت أربع طائرات شحن سعودية محملة بالسلاح لإرساله إلى القبائل اليمنية الموالية للإمام ولكن الطيارون اتجهوا إلى مدينة أسوان المصرية وقد أعلن سفراء ألمانيا ، المملكة المتحدة ، الولايات المتحدة والأردن دعمهم لنظام الإمام بينما أعلنت مصر ، إيطاليا ، تشكوسلوفاكيا دعمها للثورة الجمهورية
التورط المصري فى اليمن
حاول المفكرون العسكريون المصريون تبرير سبب إرسال القوات المصرية إلى اليمن. وقد ذكر أنتوني نتنغ في كتاباته عن سيرة حياة عبد الناصر عوامل عديدة دفعت الرئيس المصري لإرسال قوات مصرية إلى اليمن.
وكتب المؤرخ السياسي والصديق المقرب من عبد الناصر - محمد حسنين هيكل - في كتاب لمصر لا لعبد الناصر أنه قد تناقش مع عبد الناصر في موضوع دعم الانقلاب في اليمن وكانت وجهة نظره أن وضع ثورة السلال لا يمكنها من احتواء العدد الكبير من القوات المصرية التي سترسل إلى اليمن لدعم نظامه.
وإنه من الأفضل التفكير في إرسال متطوعين عرب من جميع أنحاء العالم العربي للقتال بجانب القوات الجمهورية اليمنية وقد ضرب هيكل مثال الحرب الأهلية الإسبانية للتطبيق في اليمن ولكن عبد الناصر رفض وجهة نظره وكان مصراً على ضرورة حماية الحركة القومية العربية.
وكان عبد عبد الناصر يعتقد أن لواء من القوات الخاصة المصرية مصحوباً بسرب من القاذفات المقاتلة يمكنه أن يحمي الجمهوريين في اليمن وكان جمال عبد الناصر يتطلع إلى تغيير النظام اليمني منذ 1957 وفي يناير 1962 وجد الفرصة سانحة لتحقيق تطلعاته وذلك بدعم حركة الضباط الأحرار اليمنيين بالإيواء والمال وعلى موجات إذاعة صوت العرب.
ومن بين الأسباب التي أدت بعبد الناصر إلى إرسال القوات المصرية إلى اليمن :
تأثير دعمه لحرب تحرير الجزائر من 1954 إلى 1962.
انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.
تدهور علاقاته من بريطانيا وفرنسا بسبب دعمه للجزائريين وكذلك على الأخص بسبب جهوده لتقويض حلف بغداد الذي أدى سقوطه إلى سقوط الملكية في العراق عام 1958.
كان عبد الناصر يعتقد أن قدر مصر هو مواجهة الاستعمار.
كانت ينظر للحرب في اليمن على إنها وسيلة لكسب النقاط في صراعه مع النظام الملكي السعودي الذي أعتقد عبد الناصر أنه سعى إلى فك الوحدة بين مصر وسوريا.
وقائع القتال
العميد حسن علي كمال قائد القوات المصرية باليمن
حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول) BtQ7K-44iE_82749641
أدرك عبد الناصر خلال ثلاثة أشهر من إرساله القوات إلى اليمن أن الأمر يتطلب أكثر مما توقع وفي بدايات عام 1963 بدأ مسعاه الذي امتد أربعة أعوام لإخراج القوات المصرية من اليمن لحفظ ماء الوجه ولكنه وجد نفسه مضطراً لإرسال المزيد من القوات.
جندي مصري يدرب أحد الجمهوريين
حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول) ElO28-Yo6O_86169999
وكان عدد القوات أقل من 5,000 جندي في أكتوبر 1963 وبعد شهرين ارتفع عدد القوات النظامية هناك إلى 15,000 وفي نهاية عام 1963 بلغ عدد القوات 36,000 وفي نهاية عام 1964 بلغ 50,000 جندي مصري في اليمن وبلغ العدد ذروته في نهاية عام 1965 ليبلغ عدد القوات المرابطة هناك 55,000 جندي مصري تم تقسيمهم إلى 13 لواء مشاة ملحقين بفرقة مدفعية فرقة دبابات والعديد من قوات الصاعقة وألوية المظلات.
وقد ارسل السفير أحمد أبو زيد - الذي كان سفير مصر إلى المملكة اليمنية من 1957 إلى 1961 - العديد من التقارير الهامة عن اليمن التي لم تصل إلى وزارة الدفاع المصرية ويبدو إنها ظلت مدفونة في أدراج وزارة الخارجية فقد حذر السفير المسئولين في مصر - بمن فيهم المشير عبد الحكيم عامر - أن القبائل اليمنية صعبة المراس ولا تملك أي إحساس بالولاء أوالانتماء للوطن وعارض السفير إرسال القوات المصرية واقترح دعم الضباط الأحرار اليمنيين بالمال والسلاح وحذرهم بأن السعوديين سيغرقون اليمن بالمال لتأليب القبائل ضد الثورة.
لم يتفهم عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة المصريون أن تمركز قوات مصرية في اليمن - على أبواب المملكة العربية السعودية - سينظر إليه على أنه مسألة حياة أوموت لعائلة آل سعود ، وكذلك فأنه سيعتبر زيادة التهديد على القوات البريطانية الموجودة في محمية عدن.
ولم تُأخذ هذه العوامل في الاعتبار عندما تم اتخاذ القرار النهائي بإرسال القوات المصرية إلى اليمن. وكان هناك بعد آخر خفي في هذا الصراع إلا وهو رغبة السعودية في أن تصبح القوة المؤثرة في شبه الجزيرة العربية وقد شكلت القوات المصرية تهديداً لهذا النفوذ التقليدي التي كانت تمارسه السعودية على اليمن وعلى دول الخليج الأخرى.
مشكلة الخرائط
كان القادة الميدانيون المصريون يعانون من انعدام الخرائط الطوبوغرافية مما سبب لهم مشكلة حقيقية في الأشهر الأولى من الحرب فلم يستطع القادة وضع الخطط للعمليات العسكرية أو إرسال التقارير الدورية أو الإبلاغ عن الخسائر بدون الإحداثيات الدقيقة للمواقع. وكانت لدى وحدات القتال خرائط تستخدم فقط للملاحة الجوية.
وقد أقر مدير المخابرات العامة المصرية صلاح نصر أن المعلومات عن اليمن كانت شحيحة ولأن مصر لم يكن لديها سفارة في اليمن منذ 1961 فقد طلبت معلومات من السفير الأمريكي في اليمن ولكن كل ما ارسله في تقريره كانت معلومات عن الاقتصاد اليمني.
وكان نقص الخرائط الكافية وعدم معرفة المصريون بأرض المعركة يؤدي إلى استمرار بقاء القوات المصرية في مستنقع اليمن وكان من بين القواد الذين تم إرسالهم لتنفيذ العملية 9000 - وهو الاسم الذي اطلقه قادة الجيش المصري على حرب اليمن - لواء مصري واحد من أصل يمني من قبيلة بني سند اسمه طلعت حسن علي وكان هذا اللواء هو الوحيد الذي يمكن أن يكون له معرفة باليمن.
ولم يعاني السعوديون والملكيون من هذه المشكلة بسبب الارتباط والتزاوج بين القبائل السعودية واليمنية على جانبي الحدود وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت السعودية بإرسال آلاف العمال اليمنيين العاملين في المملكة العربية السعودية لمساعدة الإمام بدر.
وكانت الزيادة في أعداد القوات المصرية نتيجة مباشرة للتصعيد السعودي البريطاني ولم يكن نتيجة الواقع على أرض المعركة أو حاجات عسكرية صرفة وقد أرسل العراق أيضاً العديد من البعثيين اليمنيين على متن الطائرات لزعزعة استقرار نظام الضباط الأحرار اليمني الموالي للمصريين.
دور القوات الجوية المصرية
ومنذ عام 1962 إلى نهاية الحرب أدرك قادة الأركان العامة المصرية أهمية الجسر الجوي ولم يدرك المصريون تأثيره جيداً في اليمن حتى أكتوبر 1963 في هذا الوقت كان الزعيم الجزائري أحمد بن بلة متورطاً في حرب الرمال مع المملكة المغربية الموالية للولايات المتحدة على قطعة أرض في الصحراء أعطيت للجزائر بعد طرد الاحتلال الفرنسي.
وكان الجزائريون يمتلكون جيش يعتمد تكتيكات حرب العصابات في مواجهة قوات مسلحة تقليدية وطلب بن بلة المساعدة من عبد الناصر التي جاءت في صورة كميات ضخمة من الدبابات والعتاد الذي جاء عن طريق البحر والجسر الجوي والتي جاءت على حسب كلام نتنغ بسرعة وكفاءة عالية من الجيش المصري ومكنت هذه المساعدات الجزائريين من الاحتفاظ بقطعة الأرض المتنازع عليها.
في يناير 1964 ، قام الملكيون بحصار العاصمة اليمنية صنعاء فقامت ناقلات الأنتونوف المصرية بعمل جسر جوي لنقل أطنان من الطعام والوقود إلى العاصمة المحاصرة وقدر المصريون تكاليف تجهيز القوات المصرية والجمهورية اليمنية بملايين الدولارات وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت موسكو بتجديد مطار الروضة الحربي خارج صنعاء.
فقد رأى القادة السياسيون السوفييت أنها فرصة لكسب موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية ولذلك قاموا بتدريب المئات من الطيارين الحربيين المصريين للخدمة في حرب اليمن وقامت القوات الجوية والبحرية المصرية بغارات لقصف مدن نجران وجازان السعوديتين اللتين كانتا مأوى للقوات الملكية.
وفي المقابل قام السعوديون بشراء نظام ثندربيرد للدفاع الجوي وقاموا بتطوير مطار خميس مشيط الحربي وحاولت الرياض إقناع واشنطن بالرد بالنيابة عنها على المصريين! ولكن الرئيس كينيدي اكتفى بإرسال سرب طائرات مقاتلة وقاذفات إلى قاعدة الظهران الجوية لإظهار جدية أمريكا في الدفاع عن مصالحها في المملكة العربية السعودية.
موقف قائد سلاح الجو الأردني
في أثناء الحرب قامت المملكة العربية السعودية والأردن بعقد اتفاقية للدفاع المشترك والتعاون العسكري عُرفت باتفاقية الطائف وبسبب حوادث لجوء بعض الطيارين السعوديين إلى مصر بسبب رفضهم قصف المواقع المصرية في اليمن التجأ السعوديون إلى الأردن للقيام بالغارات الجوية.
وبالفعل ذهب وفد عسكري أردني إلى السعودية يرأسه قائد الجيش حابس المجالي ومعه قائد سلاح الجو سهل حمزة للاتفاق على تفاصيل الضربة الجوية التي سيقوم بها طيارون أردنيون.
وكانت الأهداف التي يجب ضربها مطارات صنعاء، الحديدة وتعز وتدمير الطائرات والمعدات الموجودة والسفن المصرية في البحر الأحمر المتجهة والعائدة من اليمن وإذاعة صنعاء ومحطة الاتصالات اللاسلكية وقلعة حجة وإذاعة تعز وميناء الصليف شمال مدينة الحديدة.
وبسبب طول المسافة وصغر سعة خزان وقود الطائرات فقد تم الاتفاق على ضرب الأهداف ثم الاتجاه إلى القاعدة العسكرية البريطانية في عدن لإعادة التزود بالوقود وإكمال تسليح الطائرات وفي طريق العودة يتم ضرب أهداف أخرى.
وفي أثناء زيارة الوفد العسكري غادر قائد سلاح الجو الأردني - سهل حمزة - السعودية إلى عمان بدون إبداء الأسباب وكان في نيته مقابلة العاهل الأردني لمناقشته في جدوى الأمر وعندما لم يستطع مقابلته قرر التوجه بطائرته إلى القاهرة لمقابلة عبد الناصر وقد ذكر سهل حمزة في إحدى الأحاديث الصحفية أنه فكر في الأمر وتوصل إلى أنه إذا رفض القيام به فسيقوم غيره بالمهمة، وإذا امتثل فهو "عار له ولبلده".
مصلحة إسرائيل في الحرب
من الناحية الإستراتيجية كانت حرب اليمن فرصة لإسرائيل لأنها أجلت خطط المصريين العسكرية لتقوية وضعهم في سيناء، وذلك بتحويل انتباه الجيش المصري إلى نقطة أخرى وقد كتب المؤرخ المصري حسنين هيكل أن إسرائيل قامت بإعطاء شحنات من الأسلحة كما أقامت اتصالات مع المئات من المرتزقة الأوروبيين الذين يقاتلون بجانب الملكيين في اليمن.
وقامت إسرائيل بإنشاء جسر جوي سري بين جيبوتي وشمال اليمن وأعطت الحرب الفرصة للإسرائيليين لمراقبة وتقييم التكتيكات الحربية المصرية وقدرتها على التكييف مع ظروف المعارك.
القوات الملكية اليمنية وحلفائها
معسكر للملكيين
حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول) AO25C-8Dty_530134209
وفي عام 1963 وحده انفق السعوديون 15 مليون دولار لتجهيز القبائل اليمنية الموالية للملكيين بالسلاح لتأجير المئات من المرتزقة الأوروبيين وإنشاء محطة إذاعية خاصة بهم وقامت باكستان ببيع بنادق للملكيين وكانت قد رأت فيها فرصة للتكسب من الحرب.
وكان يوجد بعض عناصر الحرس الوطني السعودي تقاتل في جيش الإمام وقامت إيران بدعم الملكيين بالمال فقد وجد الشاه أنه يجب عليه دعم الإمام الشيعي الزيدي وسمح البريطانيون بمرور قوافل السلاح عبر أراضي أحد حلفاءهم في شمال اليمن وهو شريف بيحان الذي كان تحت حماية الإدارة البريطانية في عدن وقامت الطائرات الحربية البريطانية بعمليات نقل جوية لإعادة إمداد قوات الإمام.
قام الإمام البدر بتشكيل جيشيين - واحد تحت قيادة الأمير حسن في الشرق والثاني تحت قيادته في الغرب وسيطر الجيشان على معظم شمال وشرق اليمن بما فيه من مدينتا حريب ومأرب.
ولكن عاصمة الشمال صعدة التي كانت لتعطي للإمام طريق إستراتيجي هام للعاصمة صنعاء كانت تحت سيطرة الجمهوريين وكانت هناك مناطق مثل مدينة حجة حيث كان الملكيون يسيطرون على الجبال بينما سيطر المصريون والجمهوريون على المدينة وقلعتها.
وقد تم إرسال مرتزقة من فرنسا وبلجيكا وإنجلترا من الذين حاربوا في روديسيا وشبه جزيرة ومالايا والهند الصينية والجزائر لمساعدة الإمام في التخطيط للحرب التدريب وإعطاء للقوات غير النظامية التابعة للإمام القدرة على الاتصال بالسعوديين وفيما بينهم.
كما قام أولئك المرتزقة بتدريب رجال القبائل على استخدام الأسلحة المضادات للدبابات مثل المدفع عيار 106ملم وكذلك قاموا بتدريبهم على زرع الألغام.
ولا يزال عدد المرتزقة الأوروبيين مجهولاً وقدرته المصادر الغربية بالمئات بينما قدرته المصادر المصرية بـ 15,000 مرتزق وكانت تكتيكات الملكيون محصورة في طرق حرب العصابات لعزل القوات التقليدية المصرية - الجمهورية اليمنية والقيام بهجمات على خطوط الإمداد.
مراحل القتال
قسمت قيادة الأركان العامة المصرية حرب اليمن إلى ثلاثة أهداف عملياتية الأول كان الشق الجوي وبدأ هذا الشق بطائرات تدريب قامت بعمليات تمشيط كما قامت أيضاً بحمل القذائف وانتهى بثلاثة أسراب من القاذفات المقاتلة تمركزت بالقرب من الحدود اليمنية السعودية.
وقام المصريون بطلعات جوية على طول ساحل تهامة وفي مدن نجران وجازان السعوديتين وكان هدف هذه الطلعات قصف تشكيلات الملكيين الأرضية وتعويض قلة التشكيلات المصرية على الأرض بالقوة الجوية وبجانب الغارات الجوية المصرية كان الشق العملياتي الثاني هوالسيطرة على الطرق الرئيسية المؤدية للعاصمة صنعاء والطرق التي تربطها بالمدن والقرى الرئيسية.
وكانت حملة "رمضان" هي أكبر هجوم نُفذ من أجل هذه الشق العملياتي الذي بدأ في مارس 1963 ودام حتى فبراير 1964 وركز على فتح وتأمين الطرق من صنعاء إلى صعدة في الشمال وطريق صنعاء مأرب في الشرق وكانت نتيجة نجاح المصريين أن الملكيين سيتخذون الهضاب والجبال ملجأ لإعادة التجمع والقيام بالكر والفر.
وكان الشق العملياتي الثالث هوإخضاع القبائل وإغراءهم لتأييد الجمهوريين وتطلب ذلك إنقاق أموال كثيرة لإمداد القبائل بالمساعدات بل ورشوة زعماء القبائل.
وبقدوم عام 1967 تمركزت القوات المصرية في مثلث الحديدة - تعز - صنعاء للدفاع عنه وقامت بعمل طلعات جوية لقصف جنوب المملكة العربية السعودية وشمال اليمن وقد أراد عبد الناصر انسحاباً متزامناً للقوات المصرية والسعودية من اليمن لحفظ ماء الوجه.
ولكن هذه الانسحاب جاء عند اندلاع حرب يونيو 1967 فعنترية عبد الناصر التي ادت به إلى طلب سحب قوات الأمم المتحدة من سيناء شجعت إسرائيل على القيام بهجوم جرئ على ثلاثة دول عربية هي مصر وسوريا والأردن.
وبعد نكسة 67 بدأ العرب في الإتحاد ضد إسرائيل. وقد أعطى ذلك عبد الناصر الفرصة للخروج من اليمن في قمة الخرطوم ومن 1968 إلى 1971 انسحبت مصر والسعودية ومعهم مئات المرتزقة من اليمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الاول)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حـرب اليـمن والتورط المصـري فيها (من جزئين الجزء الثاني والاخير)
» عهد الفتح الإسلامي (من جزئين الجزء الاول)
» دولة الموحدين (من جزئين الجزء الاول)
» ثورات الجزائر من (جزئين الجزء الاول)
» موسوعة جسم الانسان (من جزئين الجزء الاول)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى العالم العربي والإسلامي-
انتقل الى: